تعهَّد وزير النقل التركي، بن علي يلديريم، بالعمل في تنسيقٍ وتوافقٍ تامٍّ مع رئاسة الجهورية، بُعيدَ الإعلان أمس عن اقترابه من قيادة الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» وبالتالي ترؤس الحكومة. ووعد يلديريم، الذي يُعدُّ حليفاً وثيقاً لرجب طيب أردوغان منذ نحو عقدين، بمواصلة الحرب ضد خطر الإرهاب الذي يتهدد البلاد. وشدَّد في تصريحاتٍ بُعيدَ تأكيد اختياره مرشحاً وحيداً لرئاسة الحزب الحاكم والحكومة «سنبذل كل الجهود بالعمل في توافقٍ تامٍّ بشكل أساسي مع رئيسنا وزعيمنا المؤسس، وبعد ذلك مع زملائنا من كل المستويات في حزبنا من أجل تحقيق أهداف تركيا العظيمة». وأفاد بأن تسميته جاءت نتيجة مشاوراتٍ بين نحو 800 عضو رئيس في «العدالة والتنمية». وسيعقد الحزب مؤتمراً الأحد المقبل لاعتماد الترشيح. وأعلن المتحدث باسم الحزب، عمر جليك، في مؤتمرٍ صحفي بعد اجتماعٍ للهيئة التنفيذية أن وزير النقل سيكون المرشح الوحيد يوم الأحد. وشكَّل يلديريم، البالغ 60 عاماً وأحد مؤسسي «العدالة والتنمية»، قوةً دافعةً وراء عددٍ من أهم مشاريع البنية التحتية في بلاده. ويُنظَر إليه على أنه سيدعم على الأرجح مساعي أردوغان إلى تعديل الدستور وإقرار نظام رئاسي في خطوةٍ يقول معارضون إنها ستؤدي إلى «مزيدٍ من الاستئثار بالسلطة». وأعلن يلديريم، بعد تصريحاته أمس، أنه سيسافر إلى ديار بكر، أكبر مدن جنوب شرق البلاد، لزيارة موقع انفجار أسفر عن مقتل 16 شخصاً الأسبوع الماضي. وأوضح «أود أن أقول لأمتنا قبل المغادرة إلى ديار بكر حيث سأشارك مواطنينا الذين ذُبِحوا هناك حزنهم: يا أمتي لا تقلقي سنحذف خطر الإرهاب هذا من جدول أعمال البلاد». وشهِدَت هذه المنطقة في الأشهر الماضية عدداً من أسوأ جولات القتال منذ ذروة التمرد المسلح الكردي في التسعينيات. ويُعتقَد أن رئيس الوزراء المرجَّح سيدعم تصميم الرئيس على المواجهة العسكرية مع المتمردين الأكراد. وينتخب «العدالة والتنمية» زعيماً جديداً بعدما أعلن أحمد داود أوغلو استقالته في وقت سابق الشهر الجاري من رئاسة الحزب والحكومة. ويرى أردوغان وأنصاره الرئاسة التنفيذية، الشبيهة بالنظام السائد في الولاياتالمتحدة وفرنسا، ضماناً لتجنُّب الحكومات الائتلافية الهشة التي عرقلت التنمية في التسعينيات. فيما يقول معارضوه وبعض المتشككين داخل حزبه إنه يعزز طموحاته فقط. وتوقعت مصادر داخل الحزب إعلان التشكيل الوزاري الجديد الإثنين المقبل على أقرب تقدير. ويترقب المستثمرون أي تغيير في الفريق الاقتصادي الحكومي خصوصاً ما إذا كان نائب رئيس الوزراء، محمد شيمشك، الذي يحظى بثقة المستثمرين سيبقى في منصبه. ووُلِدَ يلديريم في منطقة إرزينكان (شرق) عام 1955، وهو يحمل شهادة في بناء السفن والعلوم البحرية، وطالما تردَّد اسمه كزعيم محتمل لحزبه. وبدأ اسمه يبرُز مُجدَّداً مع ظهور مؤشراتٍ على التوتر بين أردوغان وداود أوغلو.