ما إن ظهرت النتائج الأولية لرئاسة الفلبين والفوز الكاسح الذي حققه المرشح الرئاسي رودريجو دودرتي (71 عاماً) عمدة مدينة دافاو لعشرين عاماً مضت حتى بدأ بالتصريح عما سيفعل من إصلاحات؛ حيث سيقضي على الجريمة المنتشرة في الأحياء الفقيرة بالفلبين بمحاكمة المجرمين فوراً، وصرح للشرطة بقتلهم بمكان الحدث، مع العلم أن برنامجه الانتخابي يرتكز على محاربة الفساد والجريمة التي وعد بالقضاء عليها في ستة أشهر. وقد أعلن رودي أن ولايته الانتخابية ستكون دموية بامتياز فهب كثيرون لترشيحه كرئيس للجمهورية الفلبينية، الرئيس الجديد عرف عنه ملاحقة المجرمين وقتلهم؛ فله سجل حافل بهذا، وكذلك قال إنه سيحاول تغيير النظام البرلماني الفلبيني إلى برلمان فيدرالي وحكومة ثورية ومن ضمن قراراته التي يزعم أنه قادر على اتخاذها وتطبيقها حظر تجول الأطفال القصر بعد الساعة العاشرة ليلاً، وهذا قرار صائب؛ فالأطفال في الفلبين كثيراً ما يتعرضون للخطف وعمليات الاتجار بالبشر بمختلف أنواعها وتشغيل الأطفال في مهن شاقة وفي محال تعمل حتى الصباح مما قد يعرضهم كذلك للاغتصاب، ولكن ما أغضب كثيراً من الشعب الفلبيني حيث أجرت إحدى الصحف الفلبينية لقاءً مع صاحب نادٍ ليلي يبكي ويقول أنا ندمت على ترشيحي ل دودرتي والسبب أن الأخير صرح بأنه سيصدر قراراً بإغلاق جميع الأندية الليلة منتصف الليل وسيمنع بيع الكحول، ويعلم كثير من زوار الفلبين أن هذا القرار صعب؛ فيكاد لا يخلو شارع في المدن الفلبينية الرئيسة من مثل هذه الأندية الليلية بمختلف أنواعها، ويباع الكحول في المحال والمطاعم والمقاهي التي تفتح 24 ساعة، فالعاصمة الفلبينية مانيلا مثلاً تسمى المدينة التي لا تنام، تجد الناس سواء كانوا مواطنين أو سياحاً طول الوقت يتنقلون من مكان إلى آخر، فهل يصطدم الرئيس الجديد بالشارع إذا ما علمنا أن نفوذ وقوة رجال الأعمال القائمين على هذه الأعمال وتأثيرهم على الشارع الفلبيني قوية عوضاً عن خسارة كثير من السياح خاصة الأجانب الذين بكل تأكيد سينتقلون إلى دول الجوار مثل تايلند، وآخر تصريحاته قام فيها بشتم البابا، وقال إنه ضيع عليه أحد مواعيده بسبب الزحام أثناء زيارته للفلبين، وخطبه عبارة عن شتائم وكلمات بذيئة، والأدهى من ذلك قوله إنه سيقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة وأستراليا لاعتراضهما على إحدى خطبه، وحتى الآن لم يتحدث عن مصير علاقات الفلبين مع الدول العربية خاصة دول الخليج، وما سوف تؤول إليه هذه العلاقات الطيبة بعد توليه مقاليد حكم الفلبين، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيفعل مؤيدو دودرتي الذين انتخبوه من لوم الشارع لهم وندمهم على اختياره.