تعدّى هوس «الماركات» عند الفتيات حدود الموضة واقتناء الحقائب والأحذية والملابس، حيث وصل الأمر إلى جعلها أسماء مستعارة في أجهزة ال «بلاك بيري»، رغم رفض بعض الفتيات التعلق بهذه الماركات إلى حد مبالغ فيه. ووضعت سماح الجهني ماركة «شانيل» اسماً مستعاراً لها في «بلاك بيري»، حيث جعلت من شعار الماركة صورتها الرمزية، وقالت «أحب ماركة شانيل، وأقتني جميع حاجاتي منها حتى الأشياء البسيطة، كغطاء الجوال أو لاصق جهاز اللاب توب الخاص بي، حتى إني فكرت في وضعها اسماً لي على ال «بلاك بيري»، واقترحت على صديقاتي عمل مجموعة وتحويل «نِكّاتنا» جميعها إلى «ماركات»، وأيضاً من باب تغيير الأسماء المستعارة المعتادة. الهاجس الوحيد وشاركت خلود الغامدي صديقتها الجهني الفكرة، وقالت: «كان اهتمامي قبل خمس سنوات بتلك الماركات، مقتصراً على منتجات التجميل، وازداد اهتمامي بها بعد التحاقي بالجامعة، بل أصبح اقتناء الحقائب والأحذية من الماركات العالمية هو الهاجس الوحيد المسيطر علي، وقمنا أنا وصديقاتي بتغيير أسمائنا في أجهزة ال «بلاك بيري» إلى الماركة المفضلة لكل منا، وعملنا مجموعة خاصة بجميع الماركات وشعاراتها. وذكرت عائشة باحشوان أنها لا تؤيد تعلق الفتيات بهذه الماركات للحد الذي يتجاوز المعقول، وأضافت باحشوان: «من غير الطبيعي أن تحصر الفتاة اهتماماتها بالماركات، وعنِّي أرفض فكرة اقتناء حقيبة أو حذاء بأسعار مبالغ فيها، وأكره جعلها ضمن روتين حياتي اليومي أو أن يصل بي الجنون إلى جعلها اسما لي في ال «بلاك بيري». وأشارت ندى التركي إلى أنها من محبي الماركات، إلا أنها تقتنيها بالحد المعقول، مبينة أن جعلها أسماء مستعارة للبلاك بيري أمر مبالغ فيه. ليس من الأخلاق وذكر الأختصاصي الاجتماعي الدكتور محمد الوهيد، أن الناس في السابق كانوا ينادون بعضهم بالألقاب والمكانة الموروثة للأسرة أوالمدنية، و»مع الحراك الجغرافي والمادي حالياً، بات الإنسان يعرف وينادى بشكل مختلف، فيظنون أنه بدون وجود مصادر مادية لا نستطيع أن نميز بين الناس»، مشيراً إلى أن هناك نسبة غالبة تحكم على الأشخاص بما يملكون من ملبس وما إلى ذلك، وهذا ليس من الأخلاق والفكر، فالتميز والتمايز والحصول على ما لا يستطيع الآخر الحصول عليه، أصبح هوس معظم الناس؛ ما يعيد ترتيب الناس إلى طبقات، ويؤدي إلى أمراض نفسية وعزلة عند البعض، وانهيار بعض الأسر التي لا تستطيع مقاومة التيار المادي، فلا يمكن أن تُلام الفتاة على هذا الهوس، كي لا يُولد لديها صراع داخلي، ولا بد أن يرشد المجتمع بالتوعية وليس بالحرمان وسحب الاهتمام لشيء معين».