ثلاثون دولة كانت من يمون صدام والخميني في حربهم العجاف التي دامت أطول من الحرب العالمية الثانية! كانت أمريكا تهدد أوربا بإيقاف الحرب العراقية الإيرانية بقطع السلاح عن الأطراف! عجيب أليس كذلك؟ أليس منا رجل رشيد. يبدو أن الشعوب تتعلم ليس بالعقل والفهم والنقاش والسماع لرأي لا تحبه كما حصل معي مع قناة من دبي ولكن بالعذاب المهين. يقول الرب ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون. يذيقهم الرب العذاب جرعات متتالية فإذا لم يرجعوا هلكوا في النهاية، وكما يقول روبرت جرين في كتابه القوة إن مقابر التاريخ تحوي الكثير من عظام الحضارات البائدة! سلام فهل يهلك إلا القوم الظالمون. اللهم إني أبرأ إليك أن أكون من ملة القتل وأدعو إلى السلام بين الأنام. سمعت خطيب الجمعة يدعو وترددت في التأمين إنه يدعو إلى تدمير أعداء الدين! لماذا لا يدعو لهدايتهم ؟ لا أدري! إن هذا اللون من الدعاء عدواني جدا، وهو نسيج خطاب قديم من احتراب الأمم. كان نبي الرحمة يقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. صعب علينا تسرب وتشرب روح الرحمة وبناء مجتمع يقوم بالرحمة والسلام. إننا نشرب يوميا من سموم الكراهية والحقد والغل والعداء مع الكثيرين. أنا أفهم شعور الناس بالرغبة في الحرية ولكن هل لو أن الأمر صار إلينا سنكون أرحم بالناس. هذا ما يكرره القرآن في أكثر من موضع، أنه لو صار الأمر إلينا لربما أصبحنا من الفاسدين المفسدين ولكننا لا نصدق ذلك. هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم! لا يصدق أحدنا أن فرعون وإبليس جالسان في صدر كل واحد منا جاهزان للانقضاض! من الوسواس الخناس. ألهمها فجورها وتقواها. هناك فجور جاهز للانفجار! هذا ما يفسر لنا هذا القتل الوحشي في سوريا. كل القوة هي في تحريك وتحريض آليات الرحمة، ذلك أن القتل يأتي بالقتل والدم بالدم. أهل حماة يتمنون أن يمسكوا برفعت الأسد والأسد يراهم خرفاناً للافتراس، والدورة الدموية تدور، وتقتل الأطراف، ومن يوقف هذا هو شعور الرحمة والسلام والتسامح والغفران. يقول الرب «ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور».