جاءت القرارات الوزارية الأخيرة بعد الإعلان عن خطة التحول 2030 لتكون موائمة لعملية التغيير والإصلاح الذي ينشده المواطن قبل الدولة، ومن أهم تلك القرارات ما يتعلق بأهم وزارة لا تزال في خانة عدم الرضا من قبل المواطنين لأنها تهتم بصحتهم. تعيين الدكتور توفيق الربيعة وزيراً للصحة جاء ليقدم أسلوب «الكي» بعد أن فشلت كل محاولات العلاج السابقة!! تجربة الربيعة في وزارة التجارة كانت ناجحة وبامتياز وهذا ما دعا ولاة الأمر أن يسلموه الوزارة كآخر الحلول، وأظن أن الربيعة يشعر بالتحدي وحجم المسؤولية الكبيرة.. مشكلة وزارة الصحة التغيير الكبير الذي شهدته في أقل من عامين بمرور أكثر من ستة وزراء وكل وزير يأتي ويمسح مشاريع من قبله! يا معالي الوزير كتبتها في مقالات سابقة بأن مشكلة الوزارة إدارية! فالموارد المالية والبشرية موجودة ولكن هناك سوء في استغلال تلك الموارد! حتى تنجح الوزارة بشكل تدريجي وثابت، هناك أمران لا ثالث لهما.. الأول تمكين المتخصصين في الإدارة الصحية فزج الطبيب والممرض والصيدلاني وغيرهم من الفئات الفنية هو أكبر خطأ عندما يكون بلا تأهيل إداري، وهذا ما جعل الوزارة مترهلة وممتلئة بالفئات الفنية هروباً من العيادات والمستشفيات! الأمر الآخر هو البدء في تطبيقات الصحة الإلكترونية فهي تساعد في تجويد العمل وتقليل التكلفة ومتابعة الأداء وتقييم الإنتاج. كتبت مقالاً قبل بضعة أشهر «خالد الفالح .. قبل أن تترجّل داعياً وزير الصحة السابق خالد الفالح بأن يقدم شيئا يخدم الوزارة قبل رحيله وحدث ما توقعت باعتراف الوزير بأن منسوبي الوزارة يحتفلون برحيله! لقد جاء الفالح بفريق عمل وغادر الفريق بكل المشاريع والأفكار! دعواتنا بالتوفيق لتوفيق ومن المهم أن يتذكر الوزير أنه جاء لمقبرة الوزراء كما قال المرحوم غازي القصيبي وربما الربيعة يقلب المعادلة ويحولها لبستان مُشع!