انتُخِبَ الانقلابي السابق، الكولونيل غزالي عثمان، رئيساً لجزر القمر بعد انتخاباتٍ رئاسيةٍ فرعيةٍ كانت أقرب إلى دورة اقتراعٍ ثالثة. وعزَّزت هذه الدورة التقدم الذي سجَّله عثمان على مرشح السلطة في الدورة الثانية. وأعلنت نائبة رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة، نجاح علاوي، صباح أمس حصول عثمان على 2271 صوتاً مقابل 1308 أصوات لخصمه مرشح السلطة، محمد علي صويلحي. وأبلغ الانقلابي السابق الصحافة بقوله «أشعر بارتياح كبير». وأوضح «كنا نخشى حصول فلتان وحوادث، لكن كل شيء جرى على ما يرام، قوات الأمن قامت بواجبها». وأمام المحكمة الدستورية التي أُبلِغَت بالنتائج 5 أيامٍ لإقرارها، فيما يتم تنصيب الرئيس في ال 26 من مايو. وشهدت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية أعمال عنف ومخالفات في ال 10 من إبريل، بينها تدمير صناديق اقتراع وحشوها لا سيما في إنجوان إحدى الجزر الثلاث التي تشكِّل الأرخبيل. وأمرت المحكمة الدستورية لاحقاً بتنظيم انتخابات فرعية جرت الأربعاء في 13 مكتباً انتخابيّاً جميعها في إنجوان. وكان عثمان، الذي تولَّى الرئاسة بين عامي 1999 و2006، جاء في الطليعة في الدورة الثانية، لكنه تقدم على خصمه صويلحي الملقب ب «مامادو» بألفي صوت فقط. وأكدت نجاح علاوي أن النتائج المؤقتة لهذه الانتخابات الفرعية يُفترَض أن تُضافَ إلى النتائج الأولى التي تحققت في إبريل، مما يسمح لعثمان بالبقاء في الطليعة. وشهدت جزر القمر، المستعمرة الفرنسية السابقة التي يدين سكانها بالإسلام السني، تاريخاً مضطرباً تخلَّله 20 انقلاباً أو محاولة انقلابية منذ عام 1975، إلى جانب خسارتها جزيرة مايوت التي تشكل محور خلاف طفيف مع باريس حول السيادة عليها. وللفوز في الاقتراع؛ حظِيَ عثمان بدعمٍ حاسمٍ من الرئيس السابق والمعارض الحالي، أحمد عبدالله سامبي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في إنجوان. وجرى اقتراع الأربعاء بهدوء. لكن قوات الأمن فرَّقت متظاهرين من حزب سامبي «جوا» مستخدمةً القنابل المسيلة للدموع، بعدما تجمَّعوا أمام فندقٍ يقيم أعضاء اللجنة الانتخابية فيه للمطالبة بإعلان النتائج. وعاد الهدوء سريعاً إلى موتسامودو عاصمة إنجوان بعد إعلان النتائج المؤقتة. ودرس عثمان (57 عاماً) في أكاديمية مكناس الملكية في المغرب ومعهد الحرب في فرنسا، وسيعود إلى القصر الرئاسي «بيت السلام» للمرة الثانية. وكان قد شغل المنصب للمرة الأولى في إبريل 1999 على إثر انقلاب عسكري برَّره بالحديث عن تدخل استباقي لمنع حرب أهلية بينما كانت البلاد تشهد أزمة انفصالية بين عامي 1997 و2001. وبَقِيَ عثمان في السلطة حتى عام 2006 قبل أن يتخلى عنها رغماً عنه لسامبي.