اللَّعنُ في اللغة: الإبعاد، واللَّعنة في القرآن العظيم: العذاب، واللعين: المطرود عن رحمة الله تعالى. ويراد باللعن: السبّ، لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – «إنّ مِن أكبر الكبائر أن يلعن الرجلُ والديه، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال «يسبُّ الرجلُ أبا الرجل؛ فيسبُّ أباه، ويسب أمه». النبيُّ الكريم، ربّى أمَّته على تجنُّب اللعْن ولو في حق الدوابِّ. قال عمران بن حصين – رضي الله عنهما – بينما رسول الله في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت؛ فلعنتْها، فسمع الرسولُ، فقال «خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة». قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرِض لها أحد. المؤمنُ لا يكون لعّاناً. قال صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن باللعان ولا الطَّعانِ ولا الفاحش ولا البذيء»، وقال أنس – رضي الله عنه – لم يكن النبي سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً، كان يقولُ لأحدنا عند المعْتبة: ما له ترب جبينه. لأجل ذلك: آمُلُ من صاحب قناة «البصيرة» أن يتبصّر جُرمَ القذف؛ فيَكُفَّ عن سِبابِ وشتمِ من يختلف معهم من أعضاءِ هيئة كبار علمائنا الأجلاء، وأئمة وخطباء الحرمين الشريفين، ولو تقديراً للسنوات التي قضاها يتعلَّم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والشهادة العلمية العليا التي نالها منها؛ فلا ينال منا، وإنْ كنا نشكره لذبِّه عن العقيدة ودفاعه عن السُّنة، كما نُقدر له بحثه في أسماءِ الله الحسنى. أما عن مدحِهِ قناتَه بنفسه، واستدراره مشاعرَ بعض الحكام العرب لتسديد أجور قناته، فهذا من حقه، ونتمنى له نيل ما يريد. قلتُ: أنْ تبذُلَ جُهداً تعتمدُ عليه، خيرٌ لك من حظٍ تَركنُ إليه.