لاحظت في الآونة الأخيرة ومن خلال متابعة ما يتطرق له الشعراء خاصة الشعر الشعبي كثرة شعر الهجاء ومهاجمة مقابليهم بالكلام البذيء والسباب والشتم وفي شعر المحاورة بالذات تابعت محاورة بين شاعرين تطرقا للعن بعضهما بعضا منذ بداية المحاورة وغير ذلك الكثير حتى إن بعض المحاورات تصل إلى الطعن في الشرف وإثارة النعرات القبلية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} متفق عليه. قال النووي رحمه الله (السب في اللغة: الشتم والتكلم في عِرض الإنسان بما يعيبه. والفسق في اللغة: الخروج، والمراد به في الشرع: الخروج عن الطاعة.. فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي) شرح صحيح مسلم:2/241. وقد اعتاد كثير من الناس على اللعن حتى إنه أصبح عنده عادة يصعب الفكاك منها وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «خلوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة» قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد» رواه مسلم وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها» رواه أبو داود. أرجو أن أكون قد وضحت حيث إن بعض الناس يقع في اللعن عن جهل وأما من يتجاهل أحاديث الرسول ويقع في ذلك متعمدا فسوف يلقى عقابه عاجلا أم آجلا كما أنه يجب نشر توعية الشعراء والاجتماع بهم وتوضيح تلك المخالفات الشرعية هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد.