حذر عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من تناقل الأخبار والاجتهاد في ذلك دون دليل ودون حجة، مبيناً أن هذا أمر يرفضه الشارع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). كما حذر في خطبة الجمعة أمس من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض من انتهاك العرض ووصفه بأعظم الأمور التي يجب التحذير منها، مبيناً أن عرض المسلم وانتهاكه من كبائر الذنوب. يقول صلى الله عليه وسلم «الربا اثنان وسبعون باباً أدناها إتيان الرجل أمه وأن أربى الربا استطالة المسلم في عرض أخيه «فليحذر المسلم من الوقوع في عرض أخيه أو يقوله كلاماً لم يقله. وأوضح أن هناك آية بين آيتين، وصفةٌ كريمةٌ، توسطت بين ركني الصلاة والزكاة ألا وهي صفة المؤمنين الذين يعرضون عن اللغو. قال سبحانه وتعالى (قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ). وقال إن اللغو هو مالا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، ولذلك امتدح الله المؤمنين بأنهم عن اللغو معرضون، وقد ذكر الله ذلك في كتابه الحكيم في أكثر من موضع، فقال تعالى (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيما)، وقال سبحانه وتعالى (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم). وأفاد أن الغيبة والنميمة وسهر الليالي دون طائل وإطلاق السمع والبصر فيما حرم الله برؤية المنكرات أمر مذموم وأن المسلم قد ينفر من هذا الأمر لأول مرة، ولكن إذا ألفته نفسه واعتادت عليه أصبح أمرا معتاداً، وقد حذر الله سبحانه وتعالى من الجهر بالسوء. وبين آل الشيخ أن النجاح والفلاح يكون في تزكية المسلم نفسه، وأن اللهو والإعراض يطفئ نور الإيمان، وأن على المسلم أن يجاهد نفسه للارتفاع إلى كل محمدة والبعد عن كل منقصة، مبيناً أن الإعراض عن اللغو من صفات عباد الرحمن. وأشار إلى أن آثار اللغو عظيمة وآثامه كبيرة، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يكفر ذلك، وقال من كان في مجلس كثر فيه اللغو، فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا كفر الله ما كان في مجلسه هذا، مبيناً أن على المسلم أن يسمو بنفسه ويبعد عن هذه الأمور فإن العمر غنيمة والحياة فرصة والأنفاس محدودة والأيام معدودة.