سيكون على ريال مدريد الإسباني تقديم مباراة خارقة الثلاثاء المقبل من أجل تجنب الغياب عن الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 2010، وذلك بعد خسارته خارج أرضه أمام فولفسبورغ الألماني 0-2 في ذهاب ربع النهائي. «أنا لست سعيداً، خصوصاً بمجريات الشوط الأول. هذا الأمر سيحصل إذا لم تلعب باندفاع منذ البداية»، هذا ما قاله مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان بعد الخسارة المفاجئة أمام فولفسبورغ الذي أصبح بإمكانه الحلم بالوصول إلى دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه بفضل الهدفين المبكرين اللذين سجلهما عبر السويسري ريكاردو رودريجيز (18 من ركلة جزاء) ومكسيميليان أرنولد (25). وبات فولفسبورغ الذي يخوض أصلاً الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه على أعتاب إنجاز تاريخي آخر متمثل في بلوغ دور الأربعة والقضاء نهائيّاً على موسم النادي الملكي الذي تعتبر المسابقة القارية الأمل الوحيد للتتويج بلقب هذا العام أو على الأقل بلوغ دور الأربعة للمرة السادسة على التوالي وال27 في تاريخه المرصع ب 10 ألقاب في المسابقة القارية العريقة «رقم قياسي». ودخل ريال الذي تلقت شباكه هدفين في أول 25 دقيقة للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في الأدوار الإقصائية للمسابقة القارية الأم، إلى اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد خروجه فائزاً من مبارياته الست الأخيرة لكنه وجد نفسه متخلفاً للمرة الأولى في البطولة هذا الموسم ثم تلقت شباكه هدفاً ثانياً أكد من خلاله فولفسبورغ مستواه المميز قاريَّاً على أرضه، إذ حقق في نهاية المطاف فوزه الخامس من أصل 5 مباريات خاضها بين جمهوره هذا الموسم، لكن هذه المرة لم يكن الخصم عاديّاً بل كان صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب. وما يزيد من الصعوبة التي سيواجهها ريال في لقاء الإياب أنه لم يسبق للنادي الملكي أن ودّع المسابقة في المرات الثماني الأخيرة التي خسر خلالها لقاء الذهاب في الأدوار الإقصائية، لكن زيدان بدا متفائلاً بحظوظ الفريق الذي تسلَّم الإشراف عليه منذ أسابيع معدودة خلفاً للإسباني رافائيل بينيتيز. «الآن، أمامنا فرصة في لقاء الإياب ومن الجيد أننا سنخوض بعد ثلاثة أيام مباراة (ضد إيبار في الدوري المحلي) من أجل تناسي هذه الهزيمة»، هذا ما قاله زيدان، مضيفا: «عانينا من المشكلات وليس فقط من حيث الاندفاع بل في تحركاتنا أيضاً». وواصل زيدان الذي قاد ريال للفوز باللقب القاري عام 2002 بتسجيله هدفاً رائعاً في النهائي أمام باير ليفركوزن الألماني (2-1): «لم نتوقع الهزيمة بنتيجة 0-2 ونحتاج إلى تحليل الأمور لمعرفة الأخطاء التي ارتكبت وتصحيحها». ورغم الخسارة، أكد زيدان الذي دخل ولاعبوه إلى لقاء فولفسبورغ بمعنويات مرتفعة بعد الفوز على الغريم الأزلي برشلونة في معقل الأخير (2-1) السبت الماضي في الدوري المحلي، أنه فخور بلاعبيه وبأنه يتحمل شخصيّاً كامل المسؤولية عن هذه الهزيمة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الخسارة لم تكن نتيجة «الثقة الزائدة في النفس. كنا نعلم بأنها ستكون مباراة صعبة… يجب أن نحافظ على هدوئنا ووحدتنا. يجب التحضير بشكل جيد (للقاء الإياب). نحن نؤمن بأنفسنا». ومن جهته، أعرب الجناح الويلزي لريال جاريث بيل عن امتعاضه من عدم منحه ركلة جزاء في الشوط الأول بعد تدخل من البرازيلي لويز جوستافو، قائلاً: «شعرت بأني وصلت إلى الكرة قبله وهو دفعني، وبالتالي هذا أمر محبط بطبيعة الحال، لكن هناك مباراة أخرى (الإياب). يجب علينا الآن الحرص على الفوز بثلاثة أهداف في لقاء الإياب». ويمكن القول إن مدرب فولفسبورغ ديتر هيكينج قام بمخاطرة بإشراك البرازيلي برونو هنريكي، القادم في أوائل هذا العام إلى الفريق الألماني من جوياس، أساسيّاً في مركز الجناح الأيمن. وقد أثمر رهان هيكينج لأن البرازيلي البالغ من العمر 25 عاماً كان خلف الهدف الثاني الذي سجله أرنولد. «عندما يترك ريال الباب مفتوحاً، فعليك أن تستغل الأمر والدخول منه»، هذا ما قاله هيكينج عن الاستفادة من المساحات التي تركها ريال بسبب انشغاله المفرط بالهجوم، مضيفاً: «بمشاركة هنريكي، حصلنا على سلاح لم يكن في حسبان ريال مدريد». وواصل: «يجب الإشادة بفريقي، لقد قاموا بكل شيء تحدثنا عنه. أزعجنا ريال ووضعنا أنفسنا في وضع جيد للقاء الإياب». أما أرنولد، فبدا حذراً إذ شدد على أن شيئاً لم يحسم رغم تقدم فولفسبورغ بهدفين نظيفين: «لا جدوى من المبالغة. يجب أن نلعب بالطريقة ذاتها في مدريد إن لم يكن أفضل». يذكر أن المرة الأخيرة التي فشل فيها ريال في الوجود في دور الأربعة كانت عام 2010 حين خرج من الدور الثاني على يد ليون الفرنسي، ثم بلغ بعدها نصف النهائي خمس مرات متتالية لكنه لم يصل إلى النهائي سوى مرة واحدة عام 2014 حين توج باللقب على حساب جاره اللدود أتلتيكو مدريد.