تتجه الأنظار مساء اليوم الأربعاء إلى ملعب «بارك دي برانس» في باريس، حيث تقام قمة نارية بين باريس سان جرمان الفرنسي، ومانشستر سيتي الإنجليزي في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويبدو ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة مرشحاً فوق العادة لتخطي عقبة مضيفه فولفسبورغ الألماني. عقدة ربع النهائي يسعى باريس سان جرمان إلى فك عقدة الدور ربع النهائي التي لازمته في الأعوام الثلاثة الأخيرة عندما يلاقي مانشستر سيتي على ملعب «بارك دي برانس» في صراع الأغنياء. وتملك النادي الباريسي مجموعة قطر للاستثمارات برئاسة ناصر الخليفي، منذ 2011، في حين تملك النادي الإنجليزي مجموعة أبو ظبي المتحدة للاستثمار برئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان منذ 2008، وقد ضخت المؤسستان ملايين الدولارات لتعزيز صفوف الفريقين وقيادتهما إلى عديد من الألقاب المحلية. وللمرة الثانية على التوالي، سيتعين على فريق العاصمة الفرنسية تخطي عقبة نادٍ إنجليزي بعد أن أطاح بتشلسي في الدور السابق بفوزه عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 2-1، علماً بأن تشلسي حرم الفريق الباريسي من بلوغ دور الأربعة الموسم قبل الماضي (3-1 ذهاباً في باريس و0-2 إياباً في لندن). وخرج باريس سان جرمان مرتين من ربع النهائي على يد برشلونة الإسباني 2-2 ذهاباً و1-1 إياباً موسم 2012-2013، و1-3 ذهاباً و0-2 إياباً الموسم الماضي. لكن مستوى باريس سان جرمان تطور كثيراً في العامين الأخيرين، وتعززت حظوظه في الذهاب إلى أبعد من دور الأربعة في المسابقة القارية العريقة. ويقدم سان جرمان، الذي حسم لقب الدوري المحلي قبل 3 أسابيع، وبلغ نهائي كأس رابطة الأندية الفرنسية، ونصف نهائي كأس فرنسا، أفضل عروضه هذا الموسم بفضل الترسانة المهمة التي تضمها صفوفه من اللاعبين المتميزين في مقدمتهم عملاقه وهدافه الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش صاحب ثلاثية في مرمى نيس (5-1) السبت الماضي في الدوري المحلي رافعاً رصيده إلى 30 هدفاً في صدارة لائحة هدافي دوري الدرجة الأولى. ويملك باريس سان جرمان الأسلحة اللازمة لتحقيق حلم أنصاره، وفي جميع الخطوط، بدءاً من حراسة المرمى بقيادة الدولي الألماني كيفن تراب، مروراً بخط الدفاع بقطبيه الدوليين البرازيليين دافيد لويز، وتياجو سيلفا، وخط الوسط بقيادة بلاز ماتويدي، وأدريان رابيو، والإيطالي تياجو موتا، وصولاً إلى الهجوم بقيادة إبراهيموفيتش، والأورجوياني إدينسون كافاني، والبرازيلي الآخر لوكاس مورا. من جهته، يعاني مانشستر سيتي، الذي يخوض ربع نهائي المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، من غياب 3 عناصر أساسية بسبب الإصابة أبرزهم حارس مرماه الدولي جو هارت، وجناحه الدولي رحيم سترلينج، وقائده وقطب دفاعه الدولي البلجيكي فانسان كومباني، كما يحوم الشك حول مشاركة قطب دفاعه الآخر الدولي الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي، ولاعب وسطه الدولي العاجي يحيى توريه، الذي لم يلعب منذ 20 مارس الماضي. واستعاد مانشستر سيتي خدمات جناحه الدولي البلجيكي كيفن دي بروين، بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب منذ 27 فبراير الماضي. ويدخل مانشستر سيتي المباراة بمعنويات عالية أيضاً عقب فوزه على مضيفه بورنموث 4-0 السبت الماضي، وتعج صفوفه بدوره بالنجوم، وفي كل الخطوط أيضاً أبرزهم هدافه الدولي الأرجنتيني سيرجيو أجويرو. الريال مرشح بقوة وسيكون ملعب «فولكسفاجن أرينا» مسرحاً لمباراة فولفسبورغ، الذي بلغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وريال مدريد صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة. ويبدو النادي الملكي مرشحاً فوق العادة لبلوغ دور الأربعة خصوصاً أنه يدخل مواجهة اليوم بمعنويات عالية عقب فوزه الثمين على غريمه التقليدي برشلونة 2-1 على ملعب كامب نو في الكلاسيكو السبت الماضي، وألحق به الخسارة الأولى بعد 39 مباراة، والأولى أيضاً على أرضه منذ فبراير 2015. وحذر مدرب ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، لاعبيه من الإفراط في الثقة أمام الفريق الألماني، وقال: «فولفسبورغ فريق كبير، ووصوله إلى ربع النهائي ليس من قبيل الصدفة، وبالتالي يجب مواجهته بجدية، واحترام كبيرين. علينا مواصلة التركيز في عملنا، وخوض المباريات من أجل الفوز بها». ويبدو أن زيدان وجد ضالته في تشكيلته المثالية خصوصاً في خط الوسط من خلال اعتماده على لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، الذي كان مهمشاً من طرف المدرب السابق رافائيل بينيتيز. وساهم كاسيميرو، بشكل كبير في فوز ريال مدريد على برشلونة من الناحيتين الدفاعية والهجومية، وبات عنصراً أساسياً في خط الوسط إلى جانب الكرواتي لوكا مودريتش، والألماني توني كروس. وستكون القوة الهجومية الضاربة للنادي الملكي في الموعد، ويتعلق الأمر بثلاثيه «بي بي سي» الويلزي جاريث بيل، والفرنسي كريم بنزيمة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي للمسابقة برصيد 90 هدفاً، وهدافها هذا الموسم برصيد 13 هدفاً. في المقابل، ليس أمام فولفسبورغ شيء يخسره أمام النادي الملكي، وسيحاول الصمود أمامه في سعيه إلى خلق مفاجأة. ويدخل الفريق الألماني المباراة بمعنويات مهزوزة عقب خسارته المذلة أمام باير ليفركوزن 0-3 يوم الجمعة الماضي في الدوري المحلي، بيد أن مديره الرياضي كلاوس ألوفس، أكد أن فريقه سيستعيد توازنه بسرعة من خلال التركيز الجيد على مواجهة النادي الملكي. يذكر أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان، بيد أن كفة النادي الملكي راجحة أمام الفرق الألمانية في 60 مواجهة بينهما، حيث فاز 28 مرة مقابل 22 خسارة و10 تعادلات.