تظل الشعارات أهم وأنجع الوسائل المستخدمة في الترويج عن الخطط والمشاريع المستقبلية، التي دائماً تؤخذ في عين الاعتبار؛ لأنها قد تأتي مضادة إذا لم تحقق أهدافها وتبقى شماعة وربما شعاراً للفشل، وهذا ما يستدعي الحذر في استخدام المفردات والعبارات الترويجية. أكاد أجزم أن الأسابيع الماضية لم يخل منزل أو مقهى أو استراحة أو لربما جلسة على رصيف شارع إلا وكان موضوع الحوار عن تعرفة المياه الجديدة والفواتير الضخمة والمُبالغ بها.. بغض النظر عن تبرير وزير المياه الذي أكد لنا سقوط نظريات كانت مترسبة في عقولنا منذ سنوات حول «السيفون»!، كنا في السابق عندما نريد أن نتجاهل شيئا نقول: اسحب «سيفون»! لأن هذا الفعل لا يكلف شيئاً، والآن تبين أن سحبة «السيفون» مكلفة جداً بمبالغ مذهلة!! وزير المياه خرج مدافعاً عن التعرفة الجديدة وأنها تحد من استهلاك المياه التي يقوم بها المواطن «الغلبان» في حين أن المواطن «غير الغلبان» الذي يملك مشاريع زراعية ضخمة أخذ عليها قروضا ميسرة من الدولة ويستهلك المياه للزراعة وسقيا الأبقار وبيع الأعلاف بنظام 7/24 لم يتأثر بالقرار! وهذا يعزو أن هذا المواطن «طبعاً الغير غلبان» قد سحب «السيفون» على أنظمة وقرارات وزارة المياه! نأمل أن تعاد دراسة تعرفة المياه من جديد، فالمواطن «العادي» لم يشف بعد من لسعة البنزين وقرصة الكهرباء ولدغات التقشف.. نأمل أن يخرج وزير المياه للإعلام قائلاً: هذه كذبة إبريل أيها المواطن «الغلبان»!