ليس عيباً أن نستفيد من تجارب الآخرين، وأن نبدأ من حيث انتهوا، ولاسيما مَنْ سبقونا، وحققوا قفزات إيجابية في أي مجال من المجالات، وذلك من خلال نقل التجارب الناجحة، أو الاستعانة بأفضل الخبرات. في الأيام القليلة الماضية، أصبح فيروس كورونا يضرب وبقوة في القصيم، وحائل بعد غياب أشهر طويلة، وسط تكتم من قِبل وزارة الصحة، وعدم الإفصاح عن الأعداد الحقيقية للمصابين والوفيات نتيجة هذه المرض! في كوريا الجنوبية، أدى الخوف من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى وضع قرية «جانغدوك» بأكملها رهن الحجر الصحي، كما أدى إلى إحجام الجمهور عن حضور المباريات، واعتماد المترددين على الكنائس الانحناء تحية لبعضهم بعضاً بدلاً من المصافحة، وبعد شهرين من تعقب هذا المرض، أعلنت كوريا على المستوى الرسمي خلو البلاد من فيروس كورونا، وهذا يفتح أمامنا باب التساؤلات على مصراعيه: ما الذي قامت به كوريا لمحاصرة المرض أولاً، ومن ثم القضاء عليه؟ إن ما ميز التجربة الكورية في التعامل مع كورونا هو الصرامة والجدية مع الفيروس، ونشر التوعية والتثقيف الصحي بين أفراد المجتمع، والالتزام بكافة الاشتراطات الصحية في جميع المرافق الحكومية والخاصة دون تراخٍ أو إهمال، ورغم عدم وجود لقاح يكافح الفيروس، إلا أننا نستطيع القول إن نقطة التحول كانت ثقافة الشعب الكوري، فهي التي هزمت «كورونا»، وعجلت في رحيله، وذلك بقيام كل فرد بمسؤوليته تجاه نفسه والآخرين، بانضباط ووعي، إضافة إلى أن أزمة المرض لم يتحملها قطاع واحد فقط، بل أصبحت هماً وطنياً، استنفر الجميع للمشاركة فيه. ومن هذه التجربة نستنتج أهم 4 نقاط، أعتقد أنها ساهمت في القضاء على هذا المرض وهي كالتالي: – تعقب المرضى والمشتبه فيهم ومنع خروجهم. – التوعية المستمرة بالمرض والتثقيف الصحي وطرق الوقاية منه. – حظر صحي على بؤرة المرض. – تعقيم المصحات الحكومية والخاصة ووسائل النقل العامة. لماذا إذن لا نستفيد من هذه التجربة ومثيلاتها؟!