في كل دولة من دول العالم، تقام مؤتمرات ومهرجانات وندوات وملتقيات ومحاضرات تعنى بثقافة الأطفال، في كل دولة من تلك الدول.على سبيل المثال، فقد أقيمت مؤتمرات ثقافة الطفل في كل من: مصر، دولة الإمارات العربية المتحدة، قطر، سورية، الأردن، العراق، بريطانيا، فرنسا، اليونان، وغيرها في كثير من الدول، فضلا عن مشاركة العديد من الكتاب والأدباء والفنانين من جميع الميادين الفنية، والمبدعين والإعلاميين، علاوة على المتخصصين في ثقافة الطفل. والسؤال الذي أود أن أسأله للجميع دون استثناء: أين مؤتمرات ثقافة الطفل السعودي؟، وما هي الجهة المسؤولة عن إقامتها؟ قبل أن نحرج أي جهة معينة بهذه المسؤولية المهمة، دعونا نجتهد قليلا ونعرف (ثقافة الطفل)، شخصياً، ومن خلال تخصصي في إعلام الطفل، أستطيع أن أقول إن عوامل ومكونات ثقافة الطفل تشمل: النص الإبداعي الموجه للأطفال، الدور التثقيفي للكتاب المدرسي، الرسم في كتب الأطفال، الإخراج الفني لرسومات الأطفال، الترجمة لكتب الأطفال العالمية، ووسائل التثقيف الإلكترونية، المسرحيات الخاصة بالأطفال، البرامج التلفازية والإذاعية للأطفال، الأغاني الموجهة للأطفال، وغيرها من المواضيع التي تقع في مجال تربية الأطفال وتهدف جميعها إلى تسليط الضوء على أهمية (ثقافة الطفل) وتنمية مهاراته الفكرية والإبداعية والترفيهية. والسؤال الآخر الذي أريد طرحه، يتعلق بأهمية مؤتمرات ثقافة الطفل بصورة عامة، ولعل السمة الأولى في إقامة مؤتمرات تتعلق بثقافة الطفل هي: أين تقام هذه المؤتمرات؟، ومن يدعو لها المتخصصين في ثقافة الأطفال؟ وكذلك الأطفال المدعويين لحضور جلساتها، كي يشاركوا بطرح آرائهم وتصوراتهم وأسئلتهم؟ لابد أن تكون أجندة وبرنامج المؤتمر شاملة لهوية الإبداع في أدب الأطفال، يشارك فيها عدد من المهتمين بالكتابة للطفل بصورة عامة، من أجيال وأعمار وأجناس مختلفة، عبر عدد من المحاور البحثية التي تتبلور في تجربة (الكتابة للطفل) وتطرح هذه المحاور (سؤال الهوية، وسؤال الإبداع وإشكالية الكتابة للطفل، وتجارب المبدعين فيها، ومسرح الطفل بين الجدية والترفيه، والوسائط الحديثة...إلخ. أحب على سبيل المثال أن أتذكر تجربتي الطفولية في تغذية موهبتي في الكتابة في سن مبكرة جداً، (عمري 11 سنة) وكيف أن مدرسي في المرحلة الابتدائية (الأستاذ عبدالرحمن الطموني- من غزة) كيف شجعني ونمى رغبة الكتابة عندي، وحفزني على الاستمرار في القراءة والكتابة حتى أنه كان يمدني بالكتب الثقافية ودواوين الشعر باستمرار. وأتذكر قوله مرارا «أهم شروط الكتابة توفر التسلية التي تشدك للقراءة. لكن التسلية لا تعني أن تكتب أشياء تافهة». والآن لنعلق (الجرس) فمن المسؤول عن إقامة مؤتمرات ثقافة الطفل السعودي؟ أنا على يقين أن أغلبكم سيوافق على أنّ المسؤولية تشمل الجهات التالية: وزارة التربية والتعليم، التي تأتي في المقام الأول في تبني إقامة مؤتمرات ثقافة الطفل السعودي، لأنها الجهة الأقرب في تعليمهم وتربيتهم (بعد الأسرة بالطبع). ثانياً وزارة الثقافة والإعلام التي لا يقل دورها عن سابقتها. وتشمل كذلك الجمعيات النسائية التي تستوعب دور الأمهات في هذا الأمر. وكذلك يأتي دور المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الجنادرية، ومن يقوم على إحيائه وإقامته في كل عام، وقد سبق للمهرجان أن طرح فكرة (ثقافة الطفل) في سنوات ماضية، وقد كان ناجحاً في طرحه. هناك كذلك مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة). إضافة إلى إدارات المدارس الحكومية والخاصة، التي بها مراحل (الروضة والتمهيدي). والآن ما رأيكم أن تجتمع الجهات المذكورة أعلاه، وغيرها من المؤسسات والجمعيات والهيئات المهتمة بالأطفال بصورة عامة وثقافته خاصة؟ ويبدأوا في تحقيق حلمنا وأملنا في إقامة (كل عام أو كل ثلاثة أعوام) مؤتمر عالمي تحت مسمى (مؤتمر ثقافة الطفل السعودي) هل نسمع من يقول: «تم»؟