الملاحظ أنه مع كل إنجاز، ونجاح سياسي، أو عسكري «سعودي – مصري»، يتحقق على الأرض، أو زيارات رسمية، تتم بين قيادات البلدين، يجن جنون الإخوان المسلمين، فتجدهم يتخبَّطون بإطلاق شائعات من كل حدب وصوب، ويثيرون أتباعهم ومريديهم لشن حملة واسعة من التشويه والتكذيب والتأليب. مشكلة الإخوان هي أنهم يضعون نظارات سوداء قاتمة على أعينهم، وبذلك لا يستطيعون أن يشاهدوا الواقع كما يبدو خلف تلك النظارات، فيتعذر عليهم استيعاب قوة وعمق العلاقات بين مصر والسعودية. هؤلاء لا يعرفون أن خلافات حدثت على مر التاريخ بين مصر والسعودية، ولكن البلدين وقتَ الشدائد، يتناسيان كل ما يعكر صفو علاقاتهما، كما لا يعرف هؤلاء أن السعودية هي العمق الاستراتيجي لمصر، والعكس صحيح، ولا يعرفون مدى حب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، مصرَ وأهلها، لدرجة أنه تطوع إبان «حرب 56»، وارتدى البدلة العسكرية مدافعاً ومقاتلاً من أجل عيون مصر العروبة، و«صورته الشهيرة» تشهد على ذلك. بعد أيام قليلة، سيقوم خادم الحرمين الشريفين بزيارة جمهورية مصر العربية، وتكمن أهمية هذه الزيارة في أنها الأولى للملك سلمان لمصر، وتأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لمصر حكومةً وشعباً، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، وكذلك العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين على جميع الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية. وفي بيان من الرئاسة المصرية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية الوطيدة، التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، مشيداً بمواقف الملك سلمان، ونوه إلى أن العلاقات المصرية – السعودية تمثل ركيزة لاستقرار المنطقة العربية، ونموذجاً للعلاقات بين الدول العربية، وما يجب أن تكون عليه من تعاون جاد وبنَّاء، يهدف إلى تحقيق الصالح العربي. أخيراً: مصر هي في عيون السعوديين، ولن يكون هناك خلاف بيننا مهما حاولتم.