يصادف يوم الثامن من شهر مارس من كل عام «اليوم العالمي للمرأة» الذي يتم فيه التركيز على قضايا المرأة في شأنها التنموي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي، وكان موضوع الاحتفال هذا العام هو الالتزام للمرأة بالمساواة «Pledge for parity». تستحق المرأة مثل هذا الاهتمام، نظراً للتباين الثقافي والاجتماعي في التعامل مع قضاياها على مختلف الأصعدة. في هذا اليوم وددت التأكيد على أن المرأة ليست النصف الثاني كما يُقال، لأنه لا يُوجد نصف أول لتكتمل الدائرة. المرأة ليست مخلوقاً ضعيفاً كما يُعتقد، فهي القوة، المرأة ليست تابعة كما يُروّج له، المرأة ليست عاطفية بطبعها كما يُظن، وإنما واقعية «Pragmatic» قادرة على التعبير «Expression» عن مشاعرها بكل وضوح، المرأة ليست أقل حظّاً فيما يتعلق بقدراتها الإدراكية، فهي الذكاء بعينه، المرأة ليست بحاجة للحماية كما يُشاع، المرأة ليست بعار كما يروق لبعضهم إعلانه، المرأة ليست مسلوبة الإرادة. الحقيقة التي قد يغفل عنها كثيرون، هي أن المرأة هي «الكل»، هي الحياة، هي العطاء، هي الحكمة والحب الصادق، المرأة هي الأمن ومصدر الأمان. لقد خلق الله المرأة بخصائص تشريحية ووظيفية مُختلفة ميَّزتها، وكُلفت كمخلوق بشري «عظيم» بما يتناسب وطبيعتها تلك. مُجمل الخصائص الفريدة التي حباها الله للمرأة تكريمٌ لها، وإعلاء لشأنها، لم تكن نقصاً فيها، أو انتقاصاً من قدرها، أو إقلالاً من دورها الحياتي أو تعطيلاً لطاقاتها. لقد أكرم الله المرأة أيما تكريم، وكفل لها الحقوق على جميع الأصعدة، وأعطى لها الحرية الكاملة بما يناسب فطرتها وطبيعتها، في الوقت الذي مازالت مجتمعاتنا تعاني «فوبيا المرأة» التي أفضت إلى فرض سلسلة من القيود على نمو المرأة وتطورها الطبيعي تحت ذريعة «حمايتها وصونها» من مخاوف «وهمية» صُنعت في عقول بعضهم نتيجة موروثات جمعية شعورية أو لا شعورية، للحديث بقية.