لم تتأخر الدولة – حفظها الله – في رعاية أبناء وأسر شهداء الواجب وإعطائهم حقوقهم، وفي تقديم كل ما يحتاجونه من الرعاية والاهتمام، والمساعدات المادية والمعنوية المقدَّمة لأسر الشهداء والتوصيات الكريمة والتوجيهات السامية لكل المؤسسات الحكومية والأهلية لرعاية أسر الشهداء وتقديرهم وتسهيل معاملاتهم ومراعاة ظروفهم الاجتماعية الناتجة عن فقد الأب والزوج عن أسرته في مهمته العظيمة ودوره المقدس في الذود على حمى الوطن والذب عن حرماته وحدوده وخيراته وأمنه واستقراره ووحدته، وبمتابعة مباشرة واهتمام من ملك الإنسانية وولي العهد وولي ولي العهد تحسنت ظروف كثير من العائلات وسدت تلك الرعاية تلك الفجوة التي تركها غياب العائل عن أسرته. ومع كل هذا الدعم من الدولة والاهتمام والحرص والمتابعة من القيادة الحكيمة بأسر الشهداء، إلا أننا نجد مع الأسف غياباً كبيراً من القطاع الخاص في تقديم الدعم والوقوف إلى جانب أسر وأبناء الشهداء الأبطال الذين فقدتهم أسرهم وهم يقومون بالدفاع عن هذا البلد الغالي وحماية أمنه وثرواته وخيراته ومستقبله، وليعلم ملاك الشركات والمؤسسات وغيرهم من أصحاب القطاع الخاص أن هؤلاء الشهداء ضحوا بأنفسهم لتبقى شركاتكم تعمل في وضع آمن ومستقر، فهل سنشاهد في قادم الأيام دوراً فاعلاً من القطاع الخاص يضاهي حجم التضحية التي قدَّمها هؤلاء الشهداء هل سنسمع أصحاب الشركات الغذائية تقدِّم بطاقات شهرية ومجانية خاصة لهم يستفيدون منها في شراء مستلزماتهم الغذائية، وكذلك شركات الطيران في تقديم التذاكر، وكذلك المدارس والجامعات الأهلية في تقديم المنح الدراسية لأبناء الشهداء والمستشفيات الخاصة، هل سنشاهد لهم علاجاً بالمجان، وهل سيكون للبنوك دور في إنشاء مشاريع أو صناديق خاصة تعنى بأسر الشهداء، وكذلك الشركات العقارية بإمكانها تقديم وحدات سكنية لهم، ولو بمبالغ مخفضة، وكذا الشركات الكبرى نتطلع منها إلى توظيف وابتعاث أبناء شهداء الواجب، وما زال الأمل يحدونا برؤية دور فاعل للقطاع الخاص في الجانب المادي والمعنوي وتقديم مشاريع خاصة تلبي احتياجات ومتطلبات أسر وأبناء شهداء الواجب، يجب أن يدرك ملاك القطاع الخاص أن حماية الوطن وحفظ أمنه ليست مسؤولية الدولة ولا جنودنا في الميدان وإنما هي مسؤولية جماعية يتكاتف فيها الجميع ويتعاضد فيها كل أطياف المجتمع، فالوطن للجميع. شهداء الوطن لهم حق علينا وسيظلون في قلوبنا، وسوف نفتخر بهم ونروي بطولاتهم وبسالتهم في الدفاع عن هذا الوطن الغالي للأجيال القادمة وداعاً أيها الرجال الأبطال.