فيما تظاهر آلافٌ من العراقيين أمس في ساحة التحرير وسط بغداد؛ دعا رئيس الوزراء القوى السياسية إلى المشاركة في تسمية حكومة جديدة ينوي تشكيلها. ونقل التليفزيون العراقي الرسمي عن حيدر العبادي مطالبته الكتل البرلمانية والشخصيات الاجتماعية المؤثرة بترشيح تكنوقراط لمناصب وزارية. ووفقاً للتليفزيون؛ ستختار لجنة مستقلة من الخبراء أسماءً من بين المرشحين وتقدِّمها لرئيس الوزراء ليختار من بينها. وبعد مرور عام ونصف العام على بدء ولايته التي تبلغ مدتها 4 أعوام؛ كشف العبادي الشهر الماضي عن سعيه إلى تشكيل حكومة تكنوقراط لإضعاف نظام المحسوبية الذي يتسبب فيه توزيع المناصب على أسس عرقية وطائفية. ويستنزف الفساد بغداد التي تواجه هبوطاً في الإيرادات نتيجة انخفاض أسعار النفط وزيادةً في الإنفاق بسبب خوض حرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي كلمة ألقاها مساء الأربعاء؛ أبان العبادي أنه سيعلن تعديلات وزارية قريباً. وتعهَّد بتشكيل الحكومة من وزراء «مهنيين وأكفاء لشغل الحقائب الوزارية التي يشملها التغيير وفق الأُطُر الدستورية وبما يؤكد الشراكة السياسية بين مكونات الشعب وممثليه الشرعيين». وأفاد مكتبه الإعلامي بأنه «تمَّ الطلب من الكتل النيابية وفعاليات المجتمع المختلفة ترشيح أسماء للحقائب الوزارية تتمتع بالنزاهة والمهنية من التكنوقراط». وشدد المكتب في بيانٍ له «هناك انفتاح على الجميع من أجل اختيار الأفضل للتشكيلة الحكومية». و«ستتولى لجنة خبراء مستقلة عينَّها رئيس الوزراء مراجعة السير الذاتية للمرشحين ورفع الأسماء بعد التدقيق والمراجعة إليه حيث سيكون هناك أكثر من اسم لكل حقيبة من التكنوقراط لاختيار الأكفأ ثم العرض على مجلس النواب»، بحسب البيان. وتجمَّع آلاف المتظاهرين أمس في ساحة التحرير في العاصمة للجمعة الثالثة على التوالي للمطالبة بإصلاحات. وندَّد المتظاهرون، الذين تنتمي نسبة كبيرة منهم إلى التيار الصدري، بما سمّوه الفساد في مؤسسات الدولة. إلى ذلك؛ توفِّيَت طفلة في الثالثة من عمرها جرَّاء إصابتها الأربعاء الماضي في قصفٍ بمواد كيميائية على بلدة تازة شمالي العراق. ونفَّذ «داعش» القصفَ الذي أدى إلى إصابة مئات بالاختناق وبطفح جلدي، وفق مصادر طبية ومحلية. وأوضح عضو مجلس مفوضية حقوق الإنسان العراقية، مسرور أسود محي، أن «الطفلة فاطمة سمير، 3 سنوات، توفِّيَت صباح الجمعة إثر اصابتها بحالة اختناق وتوقُّف للكليتين بعدما تعرضت ناحية تازة إلى هجوم بغاز الخردل من قِبَل داعش». وكشف عن «نقل 4 أشخاص آخرين إلى بغداد لأن حالتهم خطرة». وأكد مسؤول عمليات صحة كركوك، الدكتور برهان عبدالله، وفاة الطفلة فاطمة التي كانت بين 17 مصاباً حالتهم حرجة. ولفت إلى «نقل 4 مصابين إلى بغداد لخطورة وضعهم الصحي» مع «استمرار تلقي 12 آخرين للعلاج في مستشفيات كركوك». ووفقاً له؛ راجع مئات من الأهالي المستشفى خلال اليومين الماضيين «لإصابتهم باختناقات وحروق وطفح جلدي واحمرار» في ارتفاعٍ عن الحالات التي أُحصِيَت خلال اليوم الأول للقصف وبلغت 200 حالة. ولم تُعرَف تحديداً المادة الكيميائية المُستخدَمة في القصف. لكن مسؤولين محليين تحدثوا عن استخدام «غاز الكلور» وتكثُّفه على شكل «قطرات فضية سائلة». وتقع بلدة تازة إلى الجنوب من مدينة كركوك على بعد 240 كلم شمالي بغداد.