دائما تأتي مبادرات مدير عام تعليم جدة عبدالله بن أحمد الثقفي مميزة وفي توقيتها المناسب، بعيدا عن الصخب الإعلامي والاستعراض الذي نراه في صحفنا يوميا للمسؤولين دون أن يكون هناك شيء يستحق، لكن مبادرات مدير تعليم جدة باتت واضحة وتستحق صدارة مشهدنا الإعلامي، كأنموذج للمسؤول الذي يقوم بدوره بعيدا عن «فلاشات» الاستعراض. والحقيقة أنني أكتب هذه الرؤية وأنا أقارن بين نوعية المبادرات التكريمية التي تحدث في كل بقعة من بلادي الغالية التي تعتبر رمزا للعطاء والكرم.. وأصبحت مبادرات التكريم والدعم هي جزء لا يتجزأ من ثقافة البلد بأكمله كمسؤولين ومواطنين.. فالتكريم اليوم أضحى ثقافة تعبر عن مدى تشربنا لحب الوطن والعمل بشكل مواز مع توجه قيادته الحكيمة. لهذا فإن قراءاتي المتواضعة تؤكد أن مدير تعليم جدة يقدم أنموذجا رائعا للمسؤول الذي يهتم بتكريس هذه الثقافة الرائعة، من خلال مبادرته الأخيرة بتكريم المعلم الذي عاد من سجون الحوثي واستقباله له.. وهو مظهر لا شك يدل على استشعار المسؤول لأهمية مثل هذه المبادرات، وإعطائها مساحة لتحتل الواجهة وتصبح تقليدا ثابتا في كل المناسبات.. والواقع أن مدير عام تعليم جدة أثبت مع حجم الهجوم الإعلامي الذي شن عليه بعد مقطع ضرب المعلم للطالب؛ أنه مسؤول واثق من نفسه كثيرا ومن عمله، ولم يحرك فيه الهجوم الشرس إلا تماسكا وقوة واستمرارا للتميز في عمله، وهي مسألة تجعلنا نطالب إعلامنا بتحري الدقة وعدم توجيه الاتهامات جزافا بهذا الشكل الذي لا يليق مع مسؤول متفان في عمله، ويقدم صورة حسنة للقيادة التي ننتظرها، فإذا كان هناك معلم أخطأ فهو لاشك خطأ فردي لا يمكنه أن يعطي تصورا سلبيا عن المنظومة بكاملها، ونتمنى من إعلامنا إنصاف القيادات المميزة وعدم الانجراف خلف كل ما يقال.