يُستخدم الكرت الأحمر عادة في لعبة كرة القدم للحد من ألعاب العنف والتهور غير المبرر، وللمحافظة على سلامة اللاعبين من الإصابات، وبوجود الكرت الأحمر وقبله الأصفر، جعلا اللاعبين في مأمن نوعاً ما على أقدامهم التي تُعدُ رزقاً لهم في شبابهم. هناك من يستخدم الكرت الأحمر في حياته خاصة في صداقاته، فتجده يُشهر الكرت الأحمر لصديق له عندما يكتشف فيه بعضاً من اللؤم والحقد والحسد، فيكون هذا الكرت الأحمر هو الحد الفاصل بينهما في علاقتهما، وهذا الأمر قد نسقطه في كثير من التعاملات الاجتماعية فيما بيننا. السياق القادم لثلاثة كروت ملونة ستكون من نصيب بعض المواطنين أو بعض المشهورين أو بعض الإعلاميين أو بعض الكتاب أو بعض مسؤولي مؤسسات الدولة المختلفة، باستثناء المجرمين والخونة والإرهابيين الذين يستحقون أقسى عقاب نظير خيانتهم لوطنهم، ولأن هناك من يستحق الكرت الأحمر نظير الأعمال السيئة التي يؤديها أو يقوم بها، والكرت الأصفر لمن هم بين الإساءة والإحسان، والكرت الأخضر لمن هم يستحقون هذا الكرت نظير أعمالهم الإيجابية ومواقفهم البطولية. أول كرت أحمر ضد الفساد والمفسدين في بلادنا يجب أن يُشهر في وجوههم الكرت الأحمر ويعاقبوا على أفعالهم لتنظف البلاد منهم، وتصبح بلادنا خالية من الفساد ونتجه إلى التنمية والتطور دون عوائق أو مفسدات، ويجب على الدولة والمجتمع اقتلاع هؤلاء واجتثاثهم من جذورهم بسبب قوة خطرهم، ثاني كرت أحمر يُشهر في وجه المؤججين والمغذين للطائفية النتنة في وطننا، فهؤلاء يستحقون الكرت الأحمر دون مقدمات، ويجب تحجيمهم وإيقافهم عند حدهم، لتنعم بلادنا بجو التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد وأطيافه المتنوعة مذهبياً وفكرياً، ويصبح نسيجنا المجتمعي مترابطاً وقوياً، الكرت الأحمر الثالث لمن لا يحب وطنه ويدافع عن ترابها ومجدها بكل قوته وحسب قدرته وبكلمته وبقلمه، فهذا النوع يجب أن تُعزز فيه روح الوطنية بكل معانيها وأن يُغرس فيه معنى حب الوطن وأن نكون حذرين من التعامل معه أو متابعته أو ترديد ما يكتب أو يقول، الكرت الأحمر الرابع لمن هم غير مخلصين في أعمالهم وغير منتجين، ومحاربين للإبداع والتطور والتقدم، فهؤلاء يُشهر في وجوههم الكرت الأحمر وبدون استئناف، واستبدالهم بآخرين يستحقون المنصب في ولائهم وإخلاصهم وحبهم للتغيير والتطوير، والسير بالوطن إلى النجاح تلو النجاح، الكرت الأحمر الأخير لكل غشاش مرر منتجاته على المواطنين وهي سلع مغشوشة ورديئة، فهذا يجب أن يعاقب بأقصى العقوبات ليرتدع من تسول له نفسه في غشنا. الكرت الأصفر لمن هم متبلدون وكسولون في أحاسيسهم ومشاعرهم نحو أعمالهم، وهؤلاء يحتاجون من يضخ فيهم الحيوية والنشاط، ليكونوا أكثر همة ونشاطاً في عملهم، الكرت الأصفر الثاني لمن هو عاق لوالديه أو مقصر في حقهما أو مقصر في تعامله مع أسرته، فمن الواجب أن يتغير إلى الأفضل في علاقاته الأسرية، وأن يعزز علاقته مع والديه ومع من حوله من أسرته، الكرت الأصفر الثالث لكل طالب غير مجتهد في دراسته وغير مبال بمستقبله، ولا يسعى لتطوير نفسه للأفضل، فنقول له إن التنافس أصبح كبيراً في أغلب المجالات العملية والتجارية ولا يبقى إلا الأفضل، فكن منتبهاً ومستعداً لهده المنافسة من خلال جهدك وتغيير نمط حياتك إلى الأفضل، الكرت الأصفر والأخير لكل مواطن لا يأبه بالأنظمة ولا يتبعها، فنقول له كن حريصاً على اتباع الأنظمة في كل شيء خاصة الأنظمة المرورية منها، لأن اتباعك للأنظمة دليل على رقي فكرك وعقلك. الكرت الأخضر نرفعه أولاً لسيد الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يقف ضد كل متربص للدين أو للوطن،، ويضرب بيد من حديد لا هوادة فيها ولا رحمة لكل من يتجرأ أن يعادي الوطن أو يفسد فيه، الكرت الأخضر الثاني لجنودنا المرابطين في الحد الجنوبي، هؤلاء الأبطال الذين يدافعون عن دينهم ووطنهم يستحقون كل الشكر والتقدير والعرفان منا، فهم الذين يحتاجون الدعم منا بالدعاء لهم، وتقديم أي مساعدة لهم تعينهم على الثبات والصمود، الكرت الأخضر الثاني لكل مسؤول خدم دينه ووطنه بإخلاص وتفان في خدمة وطنه، وأحدث تطوراً وتغيراً مهما في إجراءات العمل وأنظمته، الكرت الأخضر الثالث لكل أم وأب أفنيا حياتهما في تربية أجيال صالحين أصبحوا هم سواعد هذا الوطن ودعائمه في التطوير والبناء والتقدم، الكرت الأخضر الرابع لأبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من إعاقات متنوعة إلا أنها لم تمنعهم عن المشاركة في خدمة دينهم ووطنهم، فلهم منا جزيل الشكر والعرفان.