قال رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، إنه ينظر إلى القرار السعودي باعتباره أولاً وأخيراً شأناً سيادياً تقرِّره المملكة وفق ما تراه مناسباً. وأكد، في بيانٍ له أمس،على المكانة الكبيرة للمملكة في وجدان مواطنيه «الذين يعرفون تماماً مواقفها التاريخية الداعمة لهم وحرصها الدائم على كل ما يعزِّز أمن لبنان واستقراره ووحدته». وأفاد بحرص لبنان العربي، هويةً وانتماءً، على علاقاته مع أشقائه العرب خصوصاً المملكة، معتبراً أن «أي ضيم يصيب إخواننا في المملكة أو في باقي أنحاء الخليج العربي إنما يصيبنا في الصميم». وتابع سلام «إننا ما كنَّا نريد أن تصل الأمور إلى ما يخالف طبيعة العلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة التي نحرص على إبقائها علاقات أخوَّة وصداقة ومصالح مشتركة ونسعى دائماً إلى تنزيهها عن الشوائب».في السياق نفسه؛ وصف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، حملات ما يسمى «حزب الله» ضد المملكة ودول الخليج العربي ب «أقذع الحملات». ووجَّه الاتهام إلى وزير خارجية بلاده، جبران باسيل، بأنه اتخذ قراراً يجافي المصلحة الوطنية والإجماع العربي، في إشارةٍ إلى رفض باسيل التوقيع على بياني إدانة عربي وإسلامي للاعتداءات الإيرانية على السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد. ورأى الحريري، في بيانٍ له أمس، أن بلاده «لا يمكن أن تجني من تلك السياسات، التي أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها رعناء، سوى ما نشهده من إجراءاتٍ وتدابيرٍ تهدِّد في الصميم مصالح مئات آلاف اللبنانيين الذين ينتشرون في مختلف البلدان العربية ويشكِّلون طاقة اقتصادية واجتماعية يريد البعض تدميرها تنفيذاً لأمر عمليات خارجي». وذكَّر بأن «المملكة العربية السعودية، وإلى جانبها كل دول الخليج العربي، لم تتأخر عن دعم لبنان ونجدته في أصعب الظروف». وأشار إلى «التاريخ القريب والبعيد الذي يشهد على ذلك في كل المجالات والقطاعات، فيما ينبري حزب الله وأدواته في السياسة والإعلام لشنِّ أقذع الحملات ضدها مستخدماً كل ما تنوء به الأخلاق وموجبات الوفاء والعرفان للنيل من المملكة ورموزها». وشدَّد «إن كرامة المملكة وقيادتها هي من كرامة اللبنانيين الشرفاء الذين لن يسكتوا على جريمة تعريض مصالح لبنان واللبنانيين للخطر». وأضاف «إذا كان هناك من يفترض أن لبنان يمكن أن يتحول في غفلة من الزمن إلى ولاية إيرانية فهو واهم، بل هو يتلاعب في مصير البلاد ويتخذ قراراً بجرِّ نفسه والآخرين إلى الهاوية»، منتقداً قراراتٍ متهورةٍ بخروج لبنان عن الإجماع العربي وتوظيف سياسته الخارجية في خدمة محاور إقليمية على صورة ما جرى مؤخراً في اجتماعي وزراء الخارجية العرب والدول الإسلامية. وختم الحريري تصريحه بالقول «إننا مع تفهمنا التام لقرار المملكة العربية السعودية وإدراكنا لحجم الألم الذي وقع على الأشقاء السعوديين عندما استنسب وزير الخارجية أن يتخذ قراراً يجافي المصلحة اللبنانية والإجماع العربي؛ نتطلع إلى قيادة المملكة لأن تنظر إلى ما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير، ونحن على يقين بأنها، وكما ورد في البيان الصادر عن مصدر مسؤول، لن تتخلى عن شعب لبنان مهما تعاظمت التحديات واشتدت الظروف». وجاء في بيان تمام سلام «إننا إذ نعبِّر عن أسمى آيات التقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإخوانه في القيادة السعودية وأبناء الشعب السعودي الكريم؛ نتمنى إعادة النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات عن جيشنا وقواتنا الأمنية».