الطلاق أبغض الحلال عند الله وشرع لفراق الزوجين عندما تحال العشرة والألفة بينهما لما فيه من تشتت الأسرة والأبناء وما تؤول عليهم من المشكلات الاجتماعية، وحدد الطلاق لمراحل لكي يتاح لهما حكمة التراجع، واليوم أصبح الطلاق من الأمور السهلة وتسهم في تدميرها مواقع التواصل الاجتماعي وتزين طرق الخيانة، وأصبحت المملكة تحتل نسبة عالية بين دول الخليج، وعندما نرى من أسباب الطلاق أمورًا تافهة لم تكن في السابق موجودة في مجتمعنا المتماسك والمترابط، ولدينا نماذج نراها في الصغار على الرغم من المستوى التعليمي. * سيدة سعودية ترفع دعوى إلى المحكمة العامة تطلب الخلع من زوجها والانفصال عنه، وذلك بعد عشرة زوجية دامت بينهما ما ايقارب خمس سنوات قررت السيدة الانفصال عن زوجها بعد معاناتها لخيانته لها بصفة مستمرة ومتكررة؛ حيث كشفته متلبسا أكثر من مرة في التواصل مع فتيات أخريات، وأنه على علاقة مباشرة معهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وخدمة «الواتساب»، ولديه أرقام نسائية محفوظة، ولقد تكرر منه هذا الأسلوب عدة مرات، ورأت أن الطلاق هو الحل الأنسب لها لعدم ثقتها به. * أقدم شاب سعودي على تطليق زوجته المبتعثة إلى بريطانيا، بعدما شاهدها عبر التلفاز بمدرجات ملعب لوفتس وورد التابع لفريق كوينز بارك الإنجليزي في لندن، وهي تحضر مباراة الهلال والنصر على كأس السوبر، مما جعله يفقد صوابه ويطلق عليها يمين الطلاق. وذلك بعدما أظهرت الكاميرات زوجته وهي وسط المدرجات تتابع المباراة، ليتصل بها على الفور ولتعترف دون تردد أنها في الملعب مع صديقاتها، مما دفع الشاب إلى رمي يمين الطلاق عليها قبل أن يطلق الحكم صفارة نهاية المباراة. وأثار الخبر تفاعلاً كبيراً على موقع التواصل الاجتماعي تويتر؛ إذ انقسم المغردون بين متفهم لموقف الشاب الذي شاهد زوجته على المدرجات، وبين معارض يرى أن من حق الزوجة الطبيعي أن تشارك في هذه الفعاليات الرياضة، طالما لم تخرج عن العادات والتقاليد. * شقيق الزوجة أنشأ مجموعة للتواصل عبر التطبيق، جمع فيها أبناء عمومته وجماعته، للتواصل فيما بينهم، وبعد فترة حدث نقاش حاد بين مدير المجموعة شقيق الزوجة وبين الزوج العضو في المجموعة، انتهى بطرد الأخير من المجموعة، وقالت الزوجة إن الزوج اعتبر الطرد إهانة له وسط أبناء عمومته خاصة أن نسيبه أصغر منه سنا، ما أصابه بغضب شديد، فلم يتمالك نفسه وعاد إلى البيت صابا جام غضبه على زوجته، وقد اعتدى عليها بالألفاظ والضرب قبل أن يقوم بتطليقها وطردها من البيت. * تسبب بيت قصيد بقيام شاعر معروف محلياً برمي يمين الطلاق على زوجته، بعد أن نمى له مطلع أبيات شعرية حاولت نظمها وهي تخاطب فرسها التي لقبتها ب «جروح»، ولم يقم الزوج بالرد عليها بأبيات كما فعلت وذلك بعد أن بلغه من إحدى شقيقاته بيت شعر لزوجته مخاطبة فرسها قائلة: سكنت في دارك يا جروح ** وأنا قلبي من الكديش مجروح فإن الشاعر الذي لم تهن عليه نفسه قام بإهداء طليقته الفرس «جروح» وطالبها بأن تذكر الفترة التي قضياها معاً بالخير «على الرغم من غضبه لتشبيهها له بالكديش» منهياً بذلك حياة زوجية استمرت لبضع سنوات بسبب بيت قصيد. * انتهت مراسم حفل زواج، في إحدى محافظات منطقة الرياض بالطلاق، وذلك بسبب شعر العريس الطويل؛ حيث اشترطت أم العروس أن يقص العريس شعره وإلا فلن تسلمه ابنتها. وروت العروس، تفاصيل الأمر مبينة أن والدتها لاحظت قيام العريس بربط شعره من الخلف قبل التقاط الصور الفوتوجرافية مع عروسه أثناء مراسم الزفاف، فطلبت منه أن يقصه، فرد عليها العريس بأريحية تامة بقوله «أبشري». وأضافت العروس، أن والدتها واصلت مخاطبة العريس بقولها «لن تأخذ ابنتي إلا بعد أن تقص شعرك»، الأمر الذي أغضب والدة العريس التي كانت حاضرة؛ حيث عبرت عن رفضها لفرض هذا الشرط على ابنها، وتطور الأمر، وتلفظ العريس بألفاظ غير لائقة على والدتها، وعندها خيّرتها والدتها بين البقاء معها أو الذهاب مع زوجها، فاختارت البقاء مع والدتها، وبعد سماع العريس لرأيها طلقها على الفور. وأبانت أنه حدثت مشاجرة بين إخوتها والعريس ووالده، وقد حاول عدد من الأقارب والحاضرين الإصلاح بينهم وإعادة الأمور إلى نصابها، بحجة أن الطلاق وقع والعريس في حالة غضب، غير أن والدتها وإخوتها رفضوا كل محاولات الصلح.! حالات كثيرة وغريبة، لو تأملناها جميعاً كلها أمور تافهة وتسرع في لفظ الطلاق وعدم تحمل المسؤولية، ولم يكن هناك أهمية لمعنى الحياة الزوجية، ولا يعلم ما معنى الارتباط ومسؤولية تكوين أسرة، فعلاً نحن نحتاج إلى الدورات المتخصصة لكل زوج وزوجة قبل عقد قرانهما يأخذون خلالها دروساً عن طبيعة هذه الحياة الجديدة وحقوق كل طرف فيها، دورات تؤهلهم وتجهزهم لحياة مختلفة كلياً عما ألفوه وتعودوا عليه، وتكثيف هذه الدورات سيسهم في خفض أرقام الطلاق المهولة التي نسمع بها يومياً.