رصد عددٌ من سكان قرية طابة، جنوب شرقي حائل، تشققاتٍ على جدران منازلهم الواقعة في المخطط السكني الجديد بعد هزتين أرضيتين أخيرتين، في حين أفادت الأمانة باستعدادها لطمر فوهة «بركان طابة» إذا قرر الدفاع المدني ذلك. وشعر سكان القرية، وعددهم نحو 8 آلاف، بهزتين أرضيتين في صباح يومي ال 11 من ربيع الآخر والأول من جمادى الجاري ما أسفر عن امتناع الأسر آنذاك عن إرسال أبنائها إلى المدارس. وقدَّر المركز الوطني للزلازل والبراكين قوة الزلزالين ب 2.3 و2.6 وفق مقياس ريختر على الترتيب. وعبَّر سكان، تواصلوا مع «الشرق»، عن تخوفهم بعد انتقال تصدعات المنازل الناتجة عن الهزات إلى المخطط السكني الجديد البعيد عن المخطط القديم بواقع نحو كيلومتر واحد. واعتبروا أن مواقعهم الجديدة باتت هي الآخرى خطرة. واستدلوا برصدهم تشققات في جدران المنازل الجديدة بعد الهزتين الأرضيتين الأخيرتين، داعين الجهات المعنيَّة إلى دراسة الموقف ومتابعة نشاط فوهة البركان التي تقع قريتهم عليها. وتصاعدت المخاوف مع رصد تغيُّر ملامح سقف مدرسة البنات الابتدائية الحالية حيث سقطت قشرة إسمنتية داخل بعض الفصول. وذكَّرت مصادر بأن للقرية البعيدة عن مدينة حائل ب 80 كيلومتراً قصة قديمة مع الهزات الأرضية بدأت قبل أكثر من 3 عقود ما دفع الأسر خلال السنوات الأخيرة إلى هجر منازلهم القديمة التي تصدَّع بعضها ولم تُجدِ معها أعمال الترميم خصوصاً مع هبوط للأرضيات يسمِّيه الأهالي «خسفاً». وبسبب تكرار «الخسوفات المخيفة»؛ انتقلت سكان إلى المخطط الجديد، لكن بعضهم لا يزال مقيماً في القديم. واعتبرت أسر أن الانتقال كان ضرورة حتمية بعد تزايد التصدعات، لكن ما يقلقها انتقال الآثار السلبية للزلازل إلى المنازل الحديثة. وتُعرَف فوهة بركان طابة بأنها الأكبر من نوعها في الشمال الغربي للمملكة، وهو ما أكدته البعثة الجيولوجية الأمريكية التي زارت الموقع في نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وإجمالاً؛ تضم منطقة حائل عدداً من الفوهات البركانية بينها فتحة «الهتيمة» المعروفة الواقعة إلى الشرق من طابة محتلةً جزءًا من أراضي سلسلة جبال سلمى السياحية. ووصف المهندس الجيولوجي، مبارك السلامة، بركان طابة بالخامد «علماً أن قطر فوهته يصل في أحد أجزائها إلى أكثر من كيلومتر». وأرجع استيطان هذه الفوهة إلى «وفرة المياه الجوفية حيث احتفظت بها التربةالبركانية، فمع ستمرار تدفق المياه لم يتوفر معوِّض لها ما أدى إلى هبوطٍ في سطح التربة وأوجد تشققات». ويصل عدد سكان القرية إلى 8 آلاف شخص تقريباً بينهم عمال وافدون آثروا البقاء في المخطط القديم. ورجَّح السلامة، الذي كان عضواً في لجنة حكومية تشكَّلت لدراسة النشاط البركاني في طابة، استمرار التشققات في المنازل «لحين حصول التوازن المطلوب وصولاً إلى ثبات تربةالبركان». وأكد أن «عوامل التعرية حولت فوهة بركان القرية الخامد إلى حفرةٍ دائريةٍ تآكلت أطرافها لاحقاً»، موضحاً «على مدى سنوات؛ باتت الفوهة مصيدةً لمياه الأمطار التي ساهمت في ترسيب الفتات البركاني وتشكُّل مخزون جيد من المياه، لكن قبل 30 عاماً حدثت بعض الشقوق بعد هزة أرضية أحسَّ بها الأهالي، ما دفع الأجهزة الحكومية إلى التدخل وترحيلهم خارج حدود الفوهة». ومطلع الأسبوع الجاري؛ خاطب عددٌ من سكان القرية الجهات المسؤولة، وطالبوا بدراسة التشققات الجديدة وإبلاغهم بآثارها المستقبلية على منازلهم. في الوقت نفسه؛ أبلغ المتحدث باسم أمانة المنطقة، سعد الثويني، «الشرق» بأن الأمانة لديها من المعدات ما يلزم لطمر الفوهة وكبسها بمكابس مخصصة لهذا الغرض وتطويقها بسور ترابي وسحب الماء منها إذا قرَّر الدفاع المدني ذلك. وذكر أن مهندسين من الأمانة يعاينون الفوهة من حينٍ إلى آخر، مؤكداً توفُّر إمكانية ل «تركيب لوحات إرشادية في هذه المنطقة إذا طلب الدفاع المدني». ووفقاً للسلامة؛ تنقسم الزلازل إلى طبيعية تشمل المناطق الواقعة على أحزمة الزلازل المعروفة عالمياً؛ وأخرى ناتجة عن براكين أو انهيارات في التربة «وهذا ما نرجحه في حالة القرية الواقعة شرقي حائل».