أبدى عدد من سكان قرية "طابة" -جنوب شرق منطقة حائل- تخوفهم من بداية ظهور تشققات وتصدعات أرضية طالت منازلهم السكنية في المخطط السكني الجديد. وتأتي تلك التشققات الخاصة ببركان طابة، بعد حدوث هزتان أرضيتان كانت الأولى بتاريخ 11/4/1437ه في الساعة السادسة صباحاً بقوة 2.3 على مقياس ريختر بحسب المركز الوطني للزلازل والبراكين، شعر بها الأهالي حينئذ وعُلّقت الدراسة في مدارس البنين والبنات بقرار من الأهالي أنفسهم نتيجة حالة من الخوف والارتياب, والأخرى كانت بتاريخ 1/5/1437ه بقوة 2.6 على مقياس ريختر. وقال ل (الشرق) بعض الأهالي أن لقرية "طابة" القديمة قصة قديمة مع الهزات الأرضية منذ أكثر من ثلاثة عقود. وتابع أهالي "طابة" مبيّنين إن القرية القديمة تم هجرها من البعض للبلدة الجديدة بسبب خسف أو نزول في القشرة الأرضية أدى إلى تصدع المباني، وقد حاول أهالي طابة ترميم ما تلف من المباني ولكن من دون فائدة.. ووصف الأهالي تلك الخسوفات بالمخيفة والمقلقة بسبب انتشارها واستمرارها، مطالبا الجهات المعنية بدارسة واستكشاف هذه الخسوفات وعمل برامج توعية عن مخاطرها ومتابعة نشاط حالة البركان. وأردف الأهالي قائلين أنه كان من الضرورة مغادرة القرية القديمة لموقع سكني آخر والذي يبعُد 700 متر عن موقع التصدعات والتشققات الأرضية عن القرية، وهو كذلك قد أصبح موقع خطر آخر بعد حدوث تشققات في بعض المنازل السكنية بالمخطط السكني الجديد والتي أعترف الأهالي بوجودها بعد حدوث الهزتان الأرضيتان ، فضلاً عن تأثر سقف مدرسة البنات الابتدائية الحالية وسقوط قشرة أسمنتية في بعض الفصول الدراسية بالمدرسة، مما بقي هاجس الخوف محاطاً بهم حتى هذه اللحظات منتظرين قراراً يبعدهم عن مكامن الخطر الزلزالي وآثاره المستقبلية على مخططهم السكني. . وتعد فوهة بركان طابة وفقاً للمصادر التاريخية بأكبر فوهة بركان في الشمال الغربي للمملكة، حيث نشرت ذلك البعثة الجيولوجية الأميركية التي زارت موقع البركان في نهاية الثمانينات من القرن الماضي. يذكر بأن المنطقة تحتوي عدداً من الفوهات البركانية وتعتبر فتحة "الهتيمة " أكبر تلك الفوهات وتقع تلك الفوهة شرق "طابة" والتي تحتل جزءاً من الأراضي الواقعة بين سلسلة جبال "سلمى" الشهيرة بمنطقة حائل وتبعد عنها بحوالي 7 كلم تقريباً وهذا الموقع الجميل يعتبر أحد المعالم السياحية في المنطقة. ومن جهته، أكد المهندس "مبارك السلامة" استمرار هذه التشققات حتى يحصل التوازن المطلوب لثبات تربةالبركان، وستزداد التصدعات والتشققات في المنازل القريبة. وبين المهندس السلامة في حديثه ل"منبرنا الإعلامي" أن البركان خامد، ويبلغ قطر فوهته في أحد أجزائها أكثر من كيلو متر، وأرجع سبب استيطان تلك البقعة، لوفرة المياه والتي احتفظت بها التربةالبركانية مع استمرار ضخ هذه المياه، ولازم ذلك عدم وجود تعويض لها سبب هبوط في سطح التربة مما أوجد هذه التشققات. وأوضح "السلامة" بعض الحقائق الجيولوجية عن الزلازل و طبيعة المنطقة حيث قال في مستهل حديثه : أن الزلازل تحدث من حين لآخر مسببة الدمار والخراب لمركز الزلزال، – وحسب شدته ودرجته لما حوله-. وأردف موضحاً أن الزلازل تنقسم لزلازل طبيعية وتشمل المناطق التي تقع على أحزمة الزلازل المعروفة عالمياً على حواف الصفائح التكتونية وأيضاً الزلازل الناتجه عن البراكين أو هبوط وانهيار وأنزلاق التربة، وهذه مانرجحه فيما حدث بقرية "طابة"، حيث أدت عمليات ضخ المياه الجوفية إلى هبوط في التربة تسبب في حدوث تشققات على سطح الارض . و"طابة" قرية بقطر 1,2كم تقريباً تبعد عن مدينة حائل بحوالي 80 كم جنوب شرق أنشأت داخل فوهة بركان خامد تحول بفعل عوامل التعرية إلى حفرة دائرية تآكلت أطراف الفوهة لتنتهي في قاعه، وعلى مرور السنين أصبحت أيضاً مصيدة لجمع مياه الأمطار التي ساعدت في ترسيب الفتات البركاني وتشكل مخزون جيد من المياه، وعندما أستخدم الأهالي المضخات الحديثة قبل أكثر من ثلاثين عاماً اختل التوازن وحدثت بعض الشقوق في أرض القرية بعد حركة للأرض شعر بها الأهالي، وقد أدى ذلك إلى تدخل الدولة لمعالجة المشكلة وترحيل الأهالي خارج حدود الفوهة. ومن المعلوم أن هناك نشاط زلزالي مستمر في بعض مواقع الحرات ومناطق الدرع العربي ضمن الصفيحة العربية والتي تنتهي غرباً في قاع "البحر الأحمر" وشرقاً في جبال زاجروس في "إيران" وشمالا في "تركيا" لكننا لا يتمكن الكثير منا الإحساس بها حيث تقل عن 3درجات، ولدى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية قائمه بالبؤر الزلزالية التي تزيد عن 3 درجه بمقياس رختر .وقد سجل أعلى درجة حسب علمنا 5,4 درجه عام 2009 م في حرة الشاقة شمال ينبع. الجدير بالذكر أن هناك زلازل تحدث بسبب أعمال البشر كالتفجيرات وإقامة المنشئات العملاقة كالسدود وغيرها . وقد تابعت "الشرق" التطورات حول هذه القرية، حيث قام مجموعة من الأهالي مطلع الأسبوع الجاري بمخاطبة الجهات المسؤولة عن وضع قريتهم مطالبين بدراسة هذه التشققات الجديدة وآثارها الأمنية على مستقبل القرية.