لقد عُقد خلال نحو شهرين (منتديان) وهما أهم المؤتمرات الاقتصادية الاستثمارية في المملكة. فقد عقد أوائل شهر ديسمبر 2015 منتدى الرياض الاقتصادي السابع الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ويعد هذا المنتدى من أفضل المنتديات المحلية حيث يقوم بفحص مشكلات الاقتصاد الوطني واقتراح الحلول المناسبة حتى أن كثيراً من دراساته السابقة تم تبنيها من قبل الحكومة (مثلاً تم تبني وتأسيس هيئة توليد الوظائف مؤخراً). شملت الدراسات المقدمة في المنتدى (اقتصاديات الطاقة البديلة والمتجددة…) و(تطوير قطاع تقنية المعلومات…) (تطور المنظومة القضائية وعناصر القوة ومجالات التطوير والتحفيز وأثره على الاقتصاد الوطني). وهذه الدراسات لا تقل في أهميتها عما تم تقديمه في منتديات السنوات السابقة. ونتمنى تبني اقتصاديات الطاقة المتجددة لتوفير البترول لاستخدامه في مجالات أخرى خاصة بعد تطور تقنيات الطاقة الشمسية. إن هذا المنتدى يوضح مشاركة القطاع الخاص بالمملكة للحكومة في رسم سياسات الاقتصاد الوطني. جدير بالذكر أن هذا المنتدى بدأ منذ العام 2003 بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (رحمه الله) ورعاية ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض. أما المنتدى الثاني فقد نظمته الهيئة العامة للاستثمار وهو المنتدى التاسع للتنافسية بالمملكة، فقد تم عقده بالرياض (أيضاً) يناير 2016 ويركز منذ تأسيسه على تسليط الضوء على البيئة والفرص الاستثمارية الواعدة بالمملكة وموجه بشكل رئيس للشركات الأجنبية لجذبها للاستثمار بالمملكة، الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيضا منذ انطلاقته عندما كان أميرا لمنطقة الرياض. لقد كان منتدى هذا العام تحت عنوان (تنافسية القطاعات) ذات الأولوية التي لها تأثير مباشر على التنمية الاقتصادية والبشرية مثل الرعاية الصحية، النقل، التعليم، تكنولوجيا المعلومات، ريادة الأعمال، إضافة إلى الخدمات. لقد كان الحضور عالياً جداً هذا العام لمنتدى التنافسية (حتى أن بعض المدعوين لم يجدوا لهم مقعداً) ولقد كان المتحدثون سعوديين وأجانب ، ومن المتحدثين العالمة السعودية الدكتورة غادة المطيري صاحبة أهم ابتكار في الطب الحديث المتمثل في استخدام الضوء في العمليات الجراحية دون الحاجة إلى عملية جراحية باستخدام تقنية النانو. ويجب ألا ننسى لقاءات جمعية الاقتصاد السعودية (النشيطة) ورئيسها الفخري سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان التي سوف تعقد لقاءها السنوي شهر أبريل المقبل وتحت عنوان (التنويع الاقتصادي) وهو من مواضيع الساعة في الوقت الحاضر. لقد كتبت هذه المقالة حول مؤتمراتنا الاقتصادية والاستثمارية في فترة تمر بها اقتصادات العالم ومنها اقتصادنا الوطني بمراحل دقيقة تحتاج إلى مراجعة كثير من السياسات. إن تأسيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية جاء في وقته حيث يقوم بدراسة مشكلات الاقتصاد والتنمية أولا بأول وبحضور المسؤولين ويتخذ فيها قرارات مباشرة وسريعة تتوافق ومتطلبات عصر السرعة. إن المتغيرات المتسارعة تتطلب تأسيس مركز للدراسات الاستراتيجية لا ليراجع ما يتم إعداده من دراسات فقط وإنما أيضا انعكاسات ما يتم اتخاذه من قرارات سواء إيجابية أو سلبية حتى لا نفاجأ بنتائج سلبية (ضررها أكثر من نفعها) ومثل هذا المركز موجود في معظم الدول المتقدمة. خير الكلام ما قل ودل – يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى (بورك لأمتي في بكورها) هذا الحديث الشريف الذي جاء قبل نحو 14 قرنا، سبق ظهور نظريات الإدارة الحديثة ونظريات إدارة الوقت. ومن الواضح العملي أن المسؤولين الذين يبكرون في مباشرة أعمالهم ينجزون أكثر من المتأخرين. ولعل قدوتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (يحفظه الله) أفضل مثال على ذلك، المعروف بدقته وتبكيره بالعمل نسأل الله له دوام التوفيق والسداد.