في ليلةٍ قمراء.. جئت إليكِ بأيقونتي الزهراء، بزهرتي الفيحاء، بتميمتي.. بعبق الخوالي وأنجم الليالي الساكنات في كبد السماء، أشتم رائحة التلاطم بين موجك المثير، يداعب الوجه الرذاذ فوق أحجار الصمود، تلك التي قد كُسّرت على أعتابها قسمات زهوٍ للطغاة، وترنّمت فيكِ الحياة، قد جئت أهمس بالأماني بين أذان المحار، أحدّث الصدف البهي عن اللآلئ عند إشراق النهار، والعين ترمق في انبهار، حبيبتي وبهجة مُنيتي. بين الأزقة حينما يحين هطول المطر الموسمي، وأنا أطوف في عنفوان أبيّ، أطالع من شرفات المدينة وجه الشوارع يغسله المطر، لأقتفي حبيبتي نقشاً يترجم في معانيكِ الأثر، ووثبت أعدو يومها أيها البحر الطروب، والقلب ينبض شاهقاً عند الغروب، يتوارى مشهدك البديع، عن الأحبة والدروب، ووجهك المزدان، قد صار أكثر زينةً بأيقونة القلب الحنون، بزهرةٍ فوق الغصون، عند سنجور.. يحور بداخلي شيء يطوف على ميدانها، وحديث نفسي حينها، قد جاء يجتاح الكيان والروح يعلوها السكون، معبراً.. مصوّراً لروعة العمر الجميل، لساعة الفكر الذي قد عاد خاطره يجول، ومناه يرنو للوصول، على شواطئك الوثوب إلى طموحٍ مستحيلٍ لذلك الحلم البعيد، في شارع بطلميوس.. تغوص ذاكرتي لتقترض ولتستعيد، نبض المدينة منذ ماضيها التليد، ولطالما أراني قد عبرت على متون الاشتياق ومن الفراق.. قد ذُقت ويلات الحنين، لسالف العمر الذي يعيش أسفاراً تؤرخ منذ أن كنت جنينا، جئت إليكِ هاذياً.. متمتماً بشعائر الولهان، وبترب أرضكِ زعفران، مردداً ترانيم المحبة في طقوس تعتلي هام الزمان، ترتشف عذب المكان بين شطآن الروان هناك سرب الزائرين، أمام يمّك قد وقفت تطوف أفكار النُهى فوق أيك العاشقين.. في خشوع الناسكين.. في ذكاء النابهين.. في دروب التائهين.. الغائبين لا يهم إنما الشئ المهم، أنّي هُنا بتميمتي.. يداعب مُهجتي فيكِ التلاقي بين الحين والحين، وعلى صخورك قد نحت مشاعري.. وأقمت فيكِ شعائري، علّكِ تدركين وتسمعين شغاف قلبٍ قد أحبكِ قبل ميلاد السنين، فلعلّكِ تدركين.. لعلّكِ تدركين.