قالت مصادر سودانية مطلعة إن قيادياً بارزاً في تحالف المعارضة لنظام الرئيس عمر البشير اعترف للمقربين منه بقناعته بأن الرئيس السوداني عمر البشير نجح في بناء نظام قوي فشلت المعارضة، التي يعد هو أحد أبرز قياداتها، في اقتلاعه من الحكم طوال ال عشرين عاماً الماضية. وأكدت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسم القيادي المعارض، أن الأخير يوجه خلال جلساته انتقادات حادة لقيادات الحركة الشعبية في جنوب السودان، لأنهم، وفق وجهة نظره، استولوا على أمواله واستثماراته في الدولة الوليدة وتناسوا مواقفه السياسية تجاههم، وأضافت المصادر أن القيادي المعارض اتهمهم بالغل والفشل، معتبراً أنهم ليسوا قادرين على بناء دولة وأن جماعة البشير أفضل منهم بدليل عدم قدرة المعارضة على الإطاحة طيلة عقدين. وأفادت المصادر أن “عشم” المعارض البارز في الإطاحة بنظام البشير لم ينقطع رغم اعترافه بقدرته على الصمود أمام محاولات الإسقاط، وهو ما دفعه – أي المعارض- لبذل جهود حثيثة هذه الأيام لأداء دور رئيس بين صفوف المعارضة. وواجه المعارض المذكور اتهامات سابقة بالتعاون مع جهات خارجية في تنفيذ عدة سيناريوهات للإطاحة بحكومة الخرطوم، منها عملية “الأمطار الغزيرة” التي تبنتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بدعم جيران السودان. وبحسب أصحاب هذا الزعم، ارتكز مخطط “الأمطار الغزيرة” على فتح الجبهة الجنوبية لدفع الحكومة السودانية تحريك قواتها جنوبا، ثم فتح جبهة أخرى بصورة فجائية على الحدود الأريترية السودانية لإجبار الحكومة على إرسال تعزيزات عسكرية إلى الجبهة الشرقية، الأمر الذي يشتت قدرات وإمكانات القوات المسلحة السودانية بالقتال في أكثر من جبهة، ثم فتح الجبهة الداخلية من خلال تجمع المعارضة الذي يقوده القيادي المذكور لتحريض الطلاب على التظاهر ضد النظام.