بحث وزير الخارجية، عادل الجبير، ونظيره الروسي، سيرجي لافروف، أمس في ميونيخ المستجدات الإقليمية والدولية؛ غداة توصُّل وزراء خارجية نحو 14 دولة اجتمعوا في المدينة الألمانية إلى خطةٍ لكسر الجمود في سوريا. يأتي ذلك فيما أبدت المعارضة السورية ترحيبها بالخطة، متطلعة إلى تطبيقها لاستئناف محادثات السلام. والتقى الجبير ولافروف على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وعقدا اجتماعاً ثنائياً بحث إضافةً إلى المستجدات الإقليمية والدولية العلاقات بين بلديهما. وكان نظيرهما الأمريكي، جون كيري، أعلن في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول اتفاق القوى العالمية على وقف تدريجي للعمليات العدائية في الأراضي السورية وتقديم مساعدات إنسانية سريعة تمهيداً لإحياء محادثات السلام بين وفدي نظام بشار الأسد والمعارضة. وجاء إعلانه عقب محادثاتٍ مطوَّلة عقدها في المدينة الألمانية وشملت نظيره الروسي ووزراء خارجية أكثر من 12 دولة. وأفاد الوزير الأمريكي باتفاق المشاركين في المحادثات على أهمية استئناف محادثات السلام في جنيف بأسرع ما يمكن. وأوضح، خلال مؤتمر صحفي بحضور لافروف والمبعوث الأممي الخاص بالأزمة، أن اجتماع ميونيخ أسفر عن تعهدات على الورق فقط «أما الاختبار الحقيقي فيتمثل في وفاء كل أطراف الصراع بتلك التعهدات». وأقرَّ الوزير الروسي بأن وقف العمليات القتالية في سوريا سيمثل مهمة صعبة. وشدد على وجوب استئناف محادثات جنيف التي توقفت مطلع الشهر الجاري، مشيراً إلى «ضرورة مشاركة كل جماعات المعارضة». بينما ربط وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، بين توقف العمليات القتالية ووقف موسكو الضربات الجوية التي تنفذها دعماً لقوات الأسد ضد المعارضة. ورأى، في بيانٍ له، أن تنفيذ ما اتفق عليه المشاركون في محادثات الخميس سيكون خطوة مهمة نحو تخفيف حدة القتل والمعاناة». بدوره؛ اعتبر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أنه لن يتم الحكم على نجاح الاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية للحد من العنف في سوريا إلا خلال الأيام المقبلة. وأبلغ الصحفيين بقوله «سيكون بمقدورنا رؤية ما إذا كانت هناك انفراجة خلال الأيام القليلة المقبلة». في السياق نفسه؛ رحبت المعارضة السورية بالخطة التي اتفقت عليها القوى العالمية للتوصل إلى هدنة خلال أسبوع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحاصَرين. وتطلع المتحدث باسم المعارضة، سالم المسلط، إلى «رؤية تأثير للاتفاق على أرض الواقع قبل انضمام المعارضة إلى المحادثات السياسية مع ممثلي الحكومة في سويسرا». و»إذا رأت المعارضة أفعالاً وتطبيقاً لما تم التوصل إليه؛ فسوف تنضم سريعاً إلى المحادثات في جنيف»، بحسبه. إلى ذلك؛عقد فريق العمل المعني بتنسيق المساعدات الإنسانية إلى السوريين اجتماعاً أمس في جنيف نزولاً على توافقٍ بين المشاركين في محادثات اليوم السابق. واستهدف الاجتماع الذي ترأسه المسؤول الأممي يان إيجلاند، الاتفاق على دور ومساهمة كل طرف في مجموعة «دعم سوريا الدولية» لضمان الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين المحاصرين في مختلف أنحاء الأراضي السورية.