بالاستفادة من غضب قسم من الناخبين الأمريكيين، فاز المرشحان الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي بيرني ساندرز، الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في نيوهامشير، في حين مُنيت هيلاري كلينتون، بهزيمة مدوية. وكان من المتوقع أن تُهزم كلينتون في هذه الولاية، لكنها كانت تأمل في أن تقلص الفارق جزئياً. وحصل السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز (74 عاماً) الذي يعد بثورة اجتماعية، على 60% من الأصوات مقابل 38% لكلينتون، التي كانت فازت بأصوات الديمقراطيين في هذه الولاية في عام 2008، وذلك بعد فرز 93% من الأصوات. وحصل الملياردير دونالد ترامب، المستمر في التصريحات النارية المنددة بعدم كفاءة القادة السياسيين، على 35% من أصوات الجمهوريين، بعد فرز 92% من الأصوات، مقابل 16% لكاسيك، و12% لتيد كروز، الفائز في ولاية أيوا متقدماً بفارق طفيف على جيب بوش، وماركو روبيو. وولاية نيوهامشير الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، والواقعة شمال شرق الولاياتالمتحدة، هي ثاني ولاية تصوِّت بعد 8 أيام من ولاية أيوا في هذه الانتخابات التمهيدية، التي ستحدد عند اكتمالها في كافة الولايات المرشحين الديمقراطي، والجمهوري للانتخابات الرئاسية. وكانت كلينتون فازت بفارق ضئيل في أيوا. كما حل ترامب، الذي يعد ب «أن يعيد إلى أمريكا عظمتها»، ثانياً في أيوا رغم الاستطلاعات التي منحته المقدمة، وكان في حاجة إلى محو تلك الإهانة، وأن يظهر في نيوهامشير الثلاثاء على أنه بالفعل الرجل «الذي يربح»، كما يردد باستمرار. وتركزت حملة ترامب على غضب الأمريكيين البسطاء «البيض»، الذين يشعرون بأنه تم التخلي عنهم. كما استخدم ساندرز هذا الغضب مندداً بالفوارق، التي تعمقت في الولاياتالمتحدة، داعياً إلى جامعة مجانية، وتأمين صحي للجميع. وقال ترامب الإثنين، في آخر اجتماعاته الانتخابية: «نعم كثير من الناس غاضبون». وأضاف: «ليس سيئاً أن نكون غاضبين. الناس غاضبون إزاء غباء حكومتنا، والضعف التام لقادتنا». ورغم الثلوج، والبرد، كانت مشاركة الناخبين مهمة جداً، ولم تتمكن كثير من المكاتب من غلق أبوابها في الموعد المقرر 19:00 – 00:00 بتوقيت جرينتش بسبب شدة الإقبال. وولاية نيوهامشير، تقوم بدور مميز، يتجاوز حجمها، بحيث تحدد التوجهات، وتخلق دينامية، وتلزم المرشحين الأكثر ضعفاً بالانسحاب، وتنقذ أحياناً مرشحين متعثرين. وبعد تصويت الثلاثاء لاتزال معركة الانتخابات التمهيدية محتدمة في المعسكرين، ويمكن أن تُخلط الأوراق من جديد إذا ما قرر عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرج، كما ينوي، أن يخوض السباق مستقلاً.