اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أعلن أنه سيغادر منصبه أمس روسياوإيران بأنهما «متواطئتان» في «الوحشية المخيفة» للنظام السوري، لكنه انتقد أيضا الموقف «الملتبس» للولايات المتحدة. وصرح فابيوس أمام النواب «هناك في آن وحشية مخيفة لنظام بشار الأسد، وسأسمي المسؤولين بأسمائهم: هناك تواطؤ من إيرانوروسيا»، مكررًا المطالبة بوقف القصف في سوريا حيث يشن النظام وحلفاؤه هجوما دامياً شمال البلاد. وانتقد الوزير أيضاً «عدداً من المواقف الملتبسة من جانب مجموعة من الشركاء» لم يسمهم في الجمعية الوطنية. ولكن قبيل ذلك وخلال لقائه صحافيين، أبدى فابيوس وضوحاً أكبر قائلا «هناك مواقف ملتبسة، بما فيها من جانب فرقاء في التحالف. لن أكرر ما قلته غالبا، خصوصا حول من يقود التحالف في شكل رئيسٍ (الولاياتالمتحدة) وآخرون أيضاً. ولكن ليس ثمة شعور بأنه التزام قوي جدا». وأضاف «بالتأكيد، الروس والإيرانيون يشعرون بذلك، وبشار الأسد أعاد بناء قوته». تقود واشنطن تحالفا من أكثر من 60 بلداً ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا. لكن باريس التي تؤيد «المعارضة المعتدلة» في سوريا تعتبر منذ أسابيع أن واشنطن تبدي تساهلاً كبيراً حيال روسيا الداعمة سياسياً وعسكرياً لنظام دمشق. ومنذ 10 أيام، تشن قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي كثيف هجوماً واسع النطاق في محافظة حلب بشمال البلاد. وتشارك فرنسا في الغارات الجوية على مواقع تنظيم داعش في العراق وفي سوريا، إلى جانب طائرات التحالف. وأعلن فابيوس أمس مغادرته الحكومة في وقت يرد اسمه لتولي رئاسة المجلس الدستوري. وردا على الصحافيين الذين سألوه لدى خروجه من مجلس الوزراء الأسبوعي إن كان هذا آخر مجلس وزراء يحضره، اكتفى فابيوس الذي يتولى حقيبة الخارجية منذ 4 سنوات بالرد «نعم». ومن الأسماء الواردة لخلافته على رأس الدبلوماسية الفرنسية وزيرة البيئة والطاقة سيغولين روايال الرفيقة السابقة للرئيس فرنسوا هولاند، كما يرد أيضا اسم رئيس الوزراء السابق جان مارك إيرولت. وسيتسلم فابيوس في سن ال 69 ولتسع سنوات رئاسة المجلس الدستوري بعد 30 عاماً من العمل السياسي. وهو يعتبر من أبرز شخصيات الحياة السياسية الفرنسية وكان أصغر رئيس للوزراء سنا (37 عاما) في تاريخ فرنسا حين عين في هذا المنصب عام 1984 حتى 1986.