حذَّر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من مجزرة وشيكة تحضّر لها قوات النظام بدعم من الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني، بحق مدينة داريا بريف دمشق، وحمّل مجلس الأمن الدولي على وجه الخصوص، مسؤولية أي جريمة ترتكب بحق المدنيين المحاصرين والبالغ عددهم نحو 12 ألفاً نصفهم من النساء والأطفال. وأشار الائتلاف الوطني إلى أن قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي والميليشيات الداعمة لهما، تمارس جرائم تهدف لإجبار المدنيين على ترك بيوتهم والنزوح، وكان آخرها ما ارتكبته تلك الأطراف في ريف حلب الشمالي ودرعا، ولا تزال البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ تتساقط على قرى وأحياء تلك المناطق، فيما يستمر تدفق الهاربين من القصف الروسي باتجاه الحدود مع تركيا في حلب وريفها، إضافة لعشرات آلاف النازحين في درعا. وأكد الائتلاف أن هذه الجرائم ترقى إلى تطهير عرقي صريح، حسب القانون الدولي، وتُعد إبادة جماعية، لجهة القتل بقصد التهجير، حسب المادة الثانية من الاتفاقية الدولية التي أقرتها الأممالمتحدة بالإجماع سنة 1948، والتي نصت على اعتبار أفعال القتل والتهجير جرائم إبادة. وأضاف الائتلاف: «بالإضافة إلى المسؤولية الكاملة لكل الجهات التي شاركت وتشارك في التخطيط لارتكاب هذه الجرائم وتنفيذها ودعمها، وأمام وقوع مثل هذه الجرائم تحت سمع وبصر العالم، وبشكل مستمر منذ أكثر من 4 سنوات؛ فإن على العالم أن يدرك أن صمته على ارتكاب مثل هذا الجرائم يمثل قبولاً بها، ومساهمة في استمرارها، وبالتالي شراكة في المسؤولية عنها». ولفت الائتلاف الوطني إلى أنه في ظل مجتمع دوليّ تخلَّى عن مسؤولياته، ونكص إلى عهد شريعة الغاب، تاركاً قوى إرهاب الدولة الإيرانية مع نظام الأسد، لتعبث بأمن وأرواح ملايين السوريين دون أي فعل أو رد فعل؛ فإنه يحمِّل الأممالمتحدة بكل مؤسساتها وهيئاتها وأعضائها، باعتبارها زعمت، طوال 70 عاماً، أنها تتولى مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين مسؤولية ما جرى ويجري في شمال وشرق وغرب وجنوب سورية طوال 5 سنوات ولا يزال. وناشد الائتلاف الوطني، باسم الشعب السوري، جميع أحرار العالم ومنظمات المجتمع الدولي، مطالباً إياهم بالتحرك للضغط على حكوماتهم، وإجبارها على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا، بشكل فوري، وفك الحصار الخانق عن المدن والقرى في سوريا، ووقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين الرازحين في ظروف لا تطاق وتعذيب همجي لا يتوقف. مبنياً أن أصحاب الضمير الحي في كل مكان، مطالبون بالعمل، كل بالطريقة التي يراها مناسبة وممكنة؛ من أجل إحياء بصيص من الأمل بصحوة قريبة للضمير الإنساني من جديد، وإنهاء هذا الفصل المأساوي من تاريخ العالم.