التوقع الوحيد الذي صدق في مباراة منتخبنا مع أستراليا كلام قائده أسامة هوساوي حين صرح قبل المباراة عن رغبة اللاعبين في تدوين أسمائهم في سجلات التاريخ، وقد حصل ذلك بالهزيمة وعدم التأهل، وكالعادة تبارى الجميع في تحميل المدرب فرانك ريكارد الهزيمة من قبل المعلقين واللاعبين السابقين حتى أن المعلق الكويتي عبدالله وبران تساءل عن الأسس التي تم عليها اختياره لتدريب المنتخب لأنه حضر للسياحة لا للتدريب، لكن الجيد في الأمر هو أننا تعودنا على الهزائم ولم نختلف مثل السياسيين في تسميتها هزيمة أو نكسة أو نكبة مثل حرب 5 يونيو، كما تعودنا أيضا على أن نحمل على البردعة لأننا لم نقدر على الحمار فنحمله الأخطاء ونلغي عقده ونكلف مدربا آخر وهم قبلوا هذه اللعبة طالما يستلمون قيمة عقدهم كاملا، ولنستعرض كل التصريحات والتبريرات التي أعقبت كل هزيمة وكل إقالة للجهاز الفني على مدى سنوات طويلة، نجدها تتكرر بصورة لاتعرف الخجل، نحن نتهم المدربين وهم يدافعون بأن النتائج الهزيلة للفريق لاتأتي بسبب المدرب والنواحي الفنية حسب كلام مدرب المنتخب الأولمبي فروجيريو موريس. الجمهور هم الأصدق تعبيرا عندما تحدثوا عن المجاملات وغياب العمل والحديث عن الخطط المدروسة وضعف اللاعبين اللياقي وعدم انسجامهم وغياب التركيز وعدم الاحترافية أو وجود برامج حقيقية لاستكشاف اللاعبين، ولذلك كان الأمير نواف بن فيصل صريحا وصادقا حين ذكر أن استقالة الاتحاد ليست لامتصاص غضب الجماهير، فهي طبيعية كإجراء أولي لأن الاتحاد ليس السبب المباشر في إخفاق كرة القدم لدينا لأنه أضعف من ذلك والدليل الكلام الإنشائي في البيان الذي تحدث عن منجزاته (سعى بكل جدية ومهنية لتوفير كل مايلزم من جهاز فني وإدارة ومعسكرات وبرامج) وهذه هي النتيجة، لكن المشكلة الحقيقية هي أن حال الرياضة كلها وليس المنتخب ليس بخير ولايسر العدو والصديق، ويجب أن لانتمسك ببردعة المدرب أو نلقي اللوم على الاتحاد، فغياب أنديتنا ومنتخبنا عن البطولات الإقليمية والقارية والدولية لا يمكن حله إلا بتصحيح شامل وجذري ومؤلم وشفاف حتى لانكرر الأسطوانة المشروخة كل عام وعقب كل هزيمة وخروج من التصفيات.