لا أعرف ما الذي يجعلنا دائما نفتقد للنجاح الكامل الذي لا تشوبه شائبة في أعمالنا، حتى في أقصى درجات الحرص والمهنية، فبعد أيام من تنفيذ حكم الإعدام في مجموعة من أوباش الإرهاب، شنت البوارج الإعلامية في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ممن يدين بالولاء لإيران هجوما عنيفا على المملكة، تغطيه بذلك بعض المنظمات الحقوقية التي تنظر بعين عوراء لكل شاردة وواردة عن المملكة، وكان المأمول بالإعلام الخليجي والسعودي خاصة أن يقف بحجم الموقف السياسي والدبلوماسي الذي يقوده الأفذاذ في الخارجية السعودية لكن إعلامنا ومع الأسف وقع في مأزق ندرة أهل الاختصاص فلم يجاري حجم العمل الذي يصنعه صقور الحكم السعودي. بل زاد الطين بلة عندما قام هذا الإعلام باستضافات لبعض السياسيين الذين يفتقدون للاختصاص فجنح إلى جهة غير مقصودة؛ حيث ظهر بوجه باهت لا يعبر عن مشاعرنا ولا توجهنا ولا علاقتنا الوثيقة بالقيادة، كما أهمل جانب التأثير بالمتلقي؛ حيث ظل يراوح في دوامة الأزمة ولم يواجهها بأساليب مقنعة ترضي الساخط وتعطيها قانونية مشروعة سوى القليل من المنابر الإعلامية التي كانت لديها رؤية جيدة لإدارة دفة الأزمة ومحاولة توجيه الرأي على الأقل في استضافة المتخصصين. نحن اليوم أمام سلطة رابعة تكتنز فيها أهم مقومات الانتصار إذا استغلت بالشكل المناسب لكنني أعتقد أن هذا الاستغلال لم يحدث حتى الآن. السؤال الأهم: لماذا نجحنا في البرامج التي تعالج الوضع الداخلي وتفوقنا في ذلك بينما فشلنا كثيرا في صناعة إعلام يغير مجرى الحروب السياسية والعسكرية في الخارج؟ ولا أعتقد أن إجابة هذا السؤال ستحير أهل النظر الدقيق؛ لأن الإجابة هي عدم الجدية والتهاون والسير البيروقراطي الذي أصاب بعض دوائرنا الحكومية بالترهل فكان ممن أصيب بهذه العدوى إعلامنا الموجه للخارج.