في ذكرى بيعته الأولى ملكاً على المملكة العربية السعودية يظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رجل المرحلة وقائد المسيرة المستقبلية، فهذا المليك لن تكفيه ولن تفيه حقه عبارات الوصف، وكلمات الترحيب مهما بلغت وحتى لو كتبت بماء الذهب. سلمان الإدارة والحكم المتمسك بقيمه الإسلامية السمحة وأصالته العربية الأصيلة هو فخر الشعب السعودي وأمته الإسلامية، حمل هموم الأمة وقضاياها.. هو صانع قرار المملكة وكان العضيد الأيمن لإخوانه الملوك قادة هذه البلاد رحمهم الله. ففي الشأن الداخلي برزت قوة قرارات الملك في بداية حكمه الميمون ومدى نظرته الصائبة، فقد أصدر (حفظه الله) سبعة وثلاثين أمراً ملكياً شملت تعديلات وزارية أساسية وتغييرات جذرية في مفاصل الدولة وكان من أهمها تشكيل مجلسين حيويين هما مجلس للشؤون السياسية والأمنية يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع (حفظهم الله). وفي الشأن الخارجي لا شك بأن السمات القيادية والخبرة الإدارية التي يمتلكها الملك سلمان بن عبدالعزيز أثرت في قراراته المصيرية والحاسمة، فسياسة الحزم والعزم كانت حاضرة بما بتوافق مع المرحلة الجديدة في البلاد، وبما يتلاءم مع المعطيات السياسية والأمنية الداخلية والعربية والدولية، فكان أمره الكريم في انطلاق عملية (عاصفة الحزم) بتحالف عربي لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق والتدخل العسكري ضد مغتصبي السلطة هناك من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بهدف تنفيذ مخططات الفتنة لمواصلة المد الفارسي عبر حدود المملكة الجنوبية، فسلمان الإمام فضح مؤامراتهم الدنيئة وأفشل مشروعهم الطائفي البغيض. وفي نظرة صائبة فاجأت العالم بأسره تم الإعلان من العاصمة السعودية (الرياض) عن قيام تحالف إسلامي عسكري وافقت 34 دولة عربية وإسلامية على الانضمام له هدفه مواجهة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي الذي عاث في الأرض فساداً وروع الآمنين وطبق عليهم أحكاماً ما أنزل الله بها من سلطان. هذا الناتو الإسلامي سوف يضع الإرهاب والإرهابيين على مرمى حجر من عملياته العسكرية طالما أن عزيمته قوية وأفعاله راسخة وتكاتف دوله وتعاضدهم ضد من يهدد أمنهم واستقرارهم. إن استقرار المملكة هو استقرار للعالمين العربي والإسلامي دينيا واقتصاديا وأمنيا فهي بلد الإسلام ومهبط الوحي وفيها أقدس مدينتين في العالم مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتحظيان بعناية خاصة من قبل الدولة السعودية وتصرف الدولة أعزها الله مليارات الريالات لكي تبقيىان في أجمل صورة من جميع النواحي فالتوسعة ما زالت قائمة والاهتمام المباشر وبشكل يومي متواصل لكي يؤدي الحاج والمعتمر شعيرته بكل يسر وسهولة. هذه مملكة دستورها القرآن وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهذا ملك يحرص على راحة شعبه وتنمية إنسانه هما وجهان لعملة واحدة هي التلاحم والتكاتف والتعاضد فالشعب الوفي والدولة القائمة كالجسد الواحد لا ينفصلان عن بعض مهما كلف الأمر.نسأل الله جلت قدرته أن يديم علينا أمننا واستقرارنا، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، ويمتعه بالصحة والعافية، ويوفق سمو ولي العهد وسمو وولي ولي العهد إلى ما يحبه ويرضاه.