مازلت أواصل الكتابة عن أهمية «البيئة المدرسية الجاذبة» وضرورتها لخلق بيئة مدرسية تكون صحية «تربوياً وتعليمياً ومادياً» تتحقق فيها متطلبات كل مرحلة تعليمية، وتلبي احتياجات طلابها، وتنمي مهاراتهم ورغباتهم في التعلم، داخل مدارسهم التي يجب أن تولي الاهتمام الكافي بالمحافظة على «القيم والأخلاقيات التي تحفظ لمجتمعهم تماسكه، أمام تحولات ومتغيرات عديدة، وتحفظ عليهم هويتهم قبل ذوبانها وسط هويات مستوردة من الشرق والغرب، بدأت تشكل لهم تحديات خطيرة، تمثلت في صور لمسناها من صور النزق الاجتماعي، في مظهر بعض الطلاب، ولغتهم وشكلهم العام، في طرق تعاملهم، تصدمنا في الطرقات، في قيادتهم للسيارات، في مراكز التسوق «ولعلي أستثمر مجيء معالي الوزير «د.أحمد العيسى» لأقول: من الضرورة الاعتناء بوجود «بيئة مدرسية» يجد فيها الطالب، ماتحقق له من نتائج إيجابية تسهم في الارتقاء بتحصيله الدراسي، وتجعله في حفز للتعلم، ولن يجد تلك البيئة، دون أن يكون للمدرسة «قائد تربوي» لديه مقومات قيادة، قوامها الحوار، التشجيع، التكريم، التحفيز، التجديد والابتكار والإبداع، يستحث من خلالها معلمي المدرسة على الإبداع، والتنويع في طرائق التدريس، وتعميق علاقاتهم مع طلابهم، بما يحقق لهم الاحترام وتبادل الرؤى دون تحسس أو انفعال، والقدرة على تناول المشكلات الطلابية، وحلها بالأساليب التربوية لا العقابية، وإرساء مبدأ الحوار كقاعدة ينطلق منها المعلم، وقائد المدرسة في تناولها، مع ضرورة إشراك الطلاب في حلولها، كي يقوي لديهم الانتماء للمدرسة، وتتجسّر علاقات الطلاب مع بعضهم بعضاً، وبينهم ومعلميهم، مع أهمية تفعيل علاقة البيت والمدرسة، بما يزيد تفهم المجتمع لرسالة المدرسة، وتعاون أولياء أمور الطلاب معها، إيمانا بدورها، وأثرها في المجتمع، مع أهمية عدم إغفال ظروف الطلاب المجتمعية، وأثرها على أفكارهم، وتأثير حياتهم الأسرية بما تنطوي عليه من ظروف على تحصيلهم، فهي تلعب دوراً في تقدمهم أو تأخرهم الدراسي، وفي حل كثيرا من مشكلاتهم السلوكية والدراسية، ماسبق قد يكون متعلقاً «بالبيئة المدرسية النفسية» التي تشعر الطالب بأنه في بيته ووسط أسرته، أما ما يتعلق «بالبيئة المادية» فوجود الأبنية المدرسية المطورة، التي تشتمل على المختبرات، قاعات الدروس، مراكز المصادر، الأفنية المناسبة للأنشطة الرياضية والترفيهية، فهي مقومات مادية مهمة في مدارسنا اليوم وقد تحققت في نسبة كبيرة من مدارسنا عبر مشروع «تطوير» حتى يمكننا الاستفادة منها، كأندية مسائية، تقدم للطلاب فرص ممارسة الأنشطة في الإجازات، بدلا من «الاختباء خلف الأسوار المغلقة» ولو حاولت الدخول عبر حديثي إلى «البيئة الصفية الجاذبة» وأعني «الفصل الدراسي أو قاعة التعلم» فينبغي أن يتسم الفصل بالجمال والترتيب، بما يعكس أنه بيئة تعلم يجب أن يحتويه التهوية الجيدة، والإضاءة المناسبة، ووسائل الإيضاح المفيدة، والمقاعد والطاولات المناسبة، علاوة على توافر «البيئة الآمنة» ومن المهم توافر معلم مناسب، لهذه المرحلة الأهم في البناء التعليمي، يكون لديه قدرة على توليد الأفكار لأنشطة تعلم متنوعة جاذبة. وللحديث بقية…