استبعدت المعارضة السورية أي تفاوضٍ ولو غير مباشرٍ مع النظام قبل اتخاذ خطواتٍ بينها وقف الغارات الروسية، في موقفٍ يتناقض مع تأكيد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عقد المحادثات الأسبوع المقبل. وبينما لا تظهر في الأفق أي بادرةٍ لانتهاء النزاع الدائر منذ 5 سنوات؛ يزداد عدم اليقين بشأن عقد محادثات السلام المقرر انطلاقها الإثنين المقبل. وأكد مبعوث الأممالمتحدة الخاص بالأزمة، ستيفان دي ميستورا، أنه لا يزال يتطلع لبدء التفاوض في ال 25 من يناير الجاري في جنيف السويسرية، مبيِّناً أنه يعكف على تقييم التقدُّم في العملية خلال اليومين المقبلين. فيما رجَّحت موسكو تأجيل الموعد إلى ال 27 أو ال 28 من الشهر الجاري. وكانت متحدثة باسم دي ميستورا تحدثت أمس الأول عن «تأجيل محتمل» لأسباب عملية، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. واعتبر نائب رئيس الوفد المفاوض عن المعارضة، جورج صبرا، أن العراقيل لا تزال تقف في وجه المحادثات. وكرَّر، في تصريحاتٍ له أمس، مطالب برفع الحصار عن مناطق يسكنها مدنيون وإطلاق سراح سجناء «بوصفها إجراءات نصَّ عليها مجلس الأمن الدولي في قراره الصادر في 18 ديسمبر الماضي لتأييد عملية السلام». ورأى صبرا، وهو سياسي مسيحي بارز، أنه «يجب وقف قصف المدنيين من قِبَل الطيران الروسي، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة». وبيَّن «نحن لا يهمنا شكل المفاوضات، لكن يجب تهيئة الظروف والمناخات المناسبة» وانبثقت الهيئة العليا للمفاوضات عن اجتماع المعارضة السورية في الرياض الشهر الماضي. وتضم الهيئة مجموعات من المعارضة المسلحة المناوئة لبشار الأسد بينها فصائل تقاتل في الغرب السوري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانٍ أمس، بشنِّ عديد من الغارات على مناطق الغرب والشمال خصوصاً في محافظة اللاذقية؛ حيث تشن قوات الأسد هجوماً على المعارضة. وسيطرت قوات الأسد على سدٍّ يبعد ب 10 كيلومترات عن بلدة سلمى التي استعادت السيطرة عليها في وقت سابق الأسبوع الفائت. ولاحظ مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، تكثيف القوات الحكومية ضغطها على مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية. وفي هذه الأجواء؛ تجري استعدادات لبدء التفاوض. وذكر صبرا أن منسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، سيلتقي جون كيري اليوم السبت «حيث سيتم طرح الأمور بوضوح». وكان حجاب تعهد بعدم الانضمام إلى أي مفاوضات إذا حضرها طرف ثالث في موقفٍ رافضٍ لأي محاولة لتوسيع وفد المعارضة ليشمل وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل أخرى. ويرأس الوفد العسكري السابق، أسعد الزعبي، وينوب عنه صبرا، فيما تمت تسمية ممثل «جيش الإسلام»، محمد علوش، كبيراً للمفاوضين. والعام الماضي؛ نأى «جيش الإسلام» بنفسه عن الخطاب المتشدد لجماعات إسلامية، معتبراً أنه من الضروري أن تُتَاح للسوريين حرية اختيار الطريقة التي يُحكَمون بها وأن العلويين جزءٌ من الشعب. إلى ذلك؛ نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الكرملين نفيه تقريراً أفاد بأن مبعوثاً للرئيس، فلاديمير بوتين، طلب من الأسد التنحي العام الماضي. وفي وقتٍ سابق؛ نسبت صحيفة «فاينلانشيال تايمز» إلى رئيس المخابرات الحربية الروسية أنه سافر إلى دمشق في نهاية العام الماضي وطلب من الأسد التنحي لكن طلبه قوبل بالرفض.