كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يعجبه الفأل، وكان، صلى الله عليه وسلم، يحب الأسماء الحسنة، ومن هذا المنطلق نستبشر خيراً باسمَي المتحدثَين الرسميَّين باسم وزارة الداخلية، وباسم وزارة العدل، فكلاهما اسمه الأول منصور، وهذا فأل حسن، يُستبشر به. وهذه الدولة منصورة، بإذن الله عز وجل، لأنها تحكم بشرع الله، وقد أورثها ذلك أمناً وإيماناً، رسخت به قواعدها، وأرست أركانها، وارتبطت به، وارتبط بها تشريعاً، وتنفيذاً، ومنهج حياة، ودولة، وقد أبلى كلا المتحدثَين بلاءً حسناً في رسم الصورة الحقيقية لما حصل، الأمر الذي شفى الصدور، وزادها يقيناً بأن السلطة القضائية قالت كلمتها، وأصدرت حكمها وفق أحكام الشريعة، وبمهنية عالية من خلال محاكمات علنية، ووفق تدرج قضائي، ما أوضح الصورة بشكل جلي لا مزيد عليه. وأما مَنْ صدرت في حقهم الأحكام فقد برهن التنفيذ أن المملكة العربية السعودية لن ترضخ للتهديدات، ولن تقبل بأي مزايدات فيما يمسُّ أمنها، وسلامة أراضيها ومواطنيها، وأن حكم الله سينفَّذ في كل مَنْ تسول له نفسه المسَّ بأمنها واستقرارها بكل حزم وعزم، وفي ذلك عبرة لمَنْ يعتبر، فالأمن يأتي في أول سلم أولويات هذه الدولة، ففي الوقت الذي تلاحق فيه الدولة مَنْ تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وتصل إليهم، وهم في أوكارهم، تسعى جاهدة إلى كشف مَنْ يقف وراءهم من الداخل، أو الخارج، وفضح الأجندات التي يسيرون وفقها، وبحمد الله فإن تجربة المملكة العربية السعودبة في محاربة الإرهاب أعطت ثمارها بمهنية عالية، بل وباستباقية للأمور قبل حصولها، ما يدلل على كفاءة الأجهزة الأمنية، ومهارتها في التعاطي مع المستجدات، وذلك من خلال التدريب العالي الذي حصلت عليه، فالدولة رعاها الله لم ولن تبخل في رعاية الأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها لتبقى حصناً منيعاً للذود عن الحرمين الشريفين، وحفظ أمن المواطن، والمقيم، والزائر، والمعتمر، والحاج. ومن المؤكد أن لهذه النجاحات أعداء، أقلقهم إجهاض مخططاتهم، وقطع طرق إفسادهم، فثارت ثائرتهم، ولكون أولئك الأعداء تقف وراءهم دول، تدفع بهذا الاتجاه فقد كان لوزارة الخارجية في التصدي لردود الفعل المتوقعة من رأس الأفعى، وراعية الإرهاب إيران، الدور الممتد والمدروس في صد حملاتهم، وكشف حقيقتهم، فما أجمل العقد الذي انتظم، والمتمثل في حزم القيادة، وجهود الأجهزة الأمنية، وتطبيق ميزان العدل، واستعمال الديبلوماسية الخارجية، واصطفاف الشعب وراء قيادته ليبدد أحلام البغاة، ويرد كيدهم، فالأدوار بحمد الله بين أجهزة الدولة موزعة كلٌّ بحسب اختصاصه بمهنية عالية، وبشكل مدروس، ونحمد الله على عونه وتوفيقه فكلنا جسد واحد، وعين ساهرة في حفظ مقدراتنا ومكتسباتنا، والعدو مدحور بحول الله وقوته، فهنيئاً لنا جميعاً هذا النجاح، وإلى مزيد من التقدم، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وإليه ننيب.