بمجردِّ إعلان المجلس الرئاسي في ليبيا أمس تشكيل حكومة الوفاق الوطني؛ دعا المجتمع الدولي إلى منحها الثقة سريعاً، معتبراً إياها الحل الوحيد لمواجهة التحديات. وتشكَّلت حكومة الوفاق بموجب اتفاقٍ للسلام وُقِّعَ منتصف الشهر الفائت في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأممالمتحدة. وتطالب المجموعة الدولية البرلمانَين المتنازعَين بدعم الحكومة الجديدة لإنهاء شللٍ سياسيّ أتاح توسيع نفوذ فرعٍ لتنظيم «داعش» الإرهابي وشجَّع عمليات تهريب المهاجرين صوب أوروبا. وستضمُّ الحكومة التي سيرأسها رجل الأعمال، فايز السراج، 32 وزارة، كما أعلن المجلس الرئاسي. وحتى الآن؛ يرفض مجلس النواب المعترف به دولياً، ومقره طبرق في الشرق، والمؤتمر الوطني العام، ومقره العاصمة طرابلس في الغرب، الاعتراف باتفاق الصخيرات الذي يستهدف إنهاء نزاع سياسي وعسكري بدأ قبل عام ونصف العام. لكن المبعوث الأممي الخاص بالأزمة، الألماني مارتن كوبلر، حضَّ مجلس النواب على الاجتماع سريعاً ومنح الثقة للتشكيلة الوزارية. وكتب في تغريدةٍ على موقع «تويتر»: «أهنىء الشعب الليبي ورئاسة مجلس الوزراء بتشكيل حكومة الوفاق الوطني». ولتتمكن الحكومة من مباشرة مهامها؛ يتعيَّن نيلُها ثقة البرلمان المعترف به بغالبية الثلثين في غضون أسبوعين ويومين. ويتوقع المجتمع الدولي إسهام توحيد السلطات الليبية في إرساء الاستقرار ومواجهة الخطر الإرهابي المتصاعد. واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الاتفاق على تشكيلة حكومة الوفاق «خطوة أساسية» في تطبيق الاتفاق الذي تولت الأممالمتحدة رعايته. ولاحظت، في بيانٍ لها أمس، أن «الأمر يعود الآن إلى مجلس النواب ورئاسته لإظهار ذهنية توافق أيضاً وحسّ بالقيادة والاجتماع سريعاً لمنح الثقة للحكومة المقترحة». ورأت أن ليبيا الآن أمام مفصل حساس «ومن الضروري أن يعمد كل الأطراف السياسيين والأمنيين إلى إعلاء مصالح بلادهم وشعبها فوق كل أمر آخر». ووفقاً لها؛ فإن حكومة الوفاق المدعومة من كل مواطنيها ستكون قادرةً وحدها على «إنهاء الانقسام السياسي، وإلحاق الهزيمة بالإرهاب، ومواجهة التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية الكثيرة». في السياق نفسه؛ حضَّ السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت، مجلس النواب المعترف به على دعم التشكيلة الوزارية الجديدة. وكتب في تغريدة على «تويتر»: «التحرك ضد داعش يعد أولوية». والمجموعة الدولية قلقة من تزايد نفوذ فرع التنظيم الذي يضم 3 آلاف مقاتل، بحسب باريس.