كشفت مصادر سودانية مطّلعة ل «الشرق» عن تقديم رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو شحنة أسلحة ومعدات عسكرية للجيش الشعبي في دولة جنوب السودان في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة التوترات بين الخرطوموجوبا. كما تتزامن شحنة الأسلحة الإسرائيلية مع حرب اقتصادية أعلنتها جوبا على الخرطوم، وظهرت في مواقفها في مفاوضات النفط التي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الأسابيع الماضية. في سياق متصل، يُتوقَّع وصول وفد إسرائيلي عسكري رفيع المستوى يضم خبراء عسكريين وأمنيين إلى دولة جنوب السودان برئاسة مستشار الرئيس الإسرائيلي للشؤون الأمنية ديفيد كوهين. واعتبر بعض الخبراء الأمنيين في السودان هذه الخطوة جزءا من «مخطط لتقسيم السودان لعدة دويلات» تحدث عنه قادة في إسرائيل، ومن بينهم وزير الأمن الداخلي إيفي دختر. واتهم الخبراء دولة جنوب السودان بتأدية دور محوري في إنفاذ هذا المخطط وإنزاله أرض الواقع. غير أن بعض ساسة السودان شككوا في أنباء تزويد تل أبيب الجنوب بشحنات من الأسلحة، واتهموا الحزب الحاكم في السودان بالتهويل. وشدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الزعيم الأزهري في السودان دكتور آدم محمد أحمد على حرية دولة الجنوب في إنشاء علاقاتها الدولية والتعاون مع أي دولة سواء إسرائيل أو خلافها، وفي المقابل ليس لأي دولة الحق في أن تملي على دولة الجنوب تأسيس علاقات خارجية لصالحها. وأكد آدم، في تصريحات ل «الشرق»، أن الوقت الحالي مناسب للدولة الوليدة للانفتاح الاستثماري والعسكري، وأشار إلى أن ما يحدث الآن يعد إجراء عسكريا طبيعيا ليس له علاقة بقيام حرب مع دولة الشمال، واصفا الحرب الدائرة حاليا بأنها حرب شمالية – شمالية بين حكومة الخرطوم والجبهة الثورية. من جانبه، اتهم نائب رئيس هيئة الأركان السابق في السودان الفريق عثمان بلية دولة الجنوب بالعمل على إدخال الخرطوم في حرب لإسقاط النظام الحاكم في البلاد، في غضون ذلك، أفادت مصادر بأن قائد أركان الجيش الجنوبي جيمس موس سيتوجه خلال الأيام المقبلة، وقبل مغادرة الوفد الإسرائيلي العسكري جوبا، للقاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. وكان مستشار دولة إسرائيل كوهين بَيَّن، في تصريحات صحفية سابقة، أن الغرض من زيارتة لدولة جنوب السودان هو الوقوف على مقدرات الجيش الشعبي، وفتح فرص لتأهيل قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي في إسرائيل.