تتنوع الفنون بتغير الزمن وهذا التحول طبيعي جداً نتيجة اختلاف الجوانب الثقافية والاجتماعية وربما أيضاً السياسية، وقد يكون مع أو ضد رغبات الجمهور، ولكنه في النهاية يعتبر نوعاً من الفنون ومكوّن ثقافي لا يمكن تجاهله. من المعروف أن الأناشيد الإسلامية أو ماتسمى الشيلات ظهرت مع بداية الجهاد الأفغاني وما كان يسمى بالأفغان العرب لبث الحماسة بين المجاهدين، وكان ذلك في أوج ازدهارها ثم ذبلت بعد حرب الخليج واقتصرت على بيع الكاسيت، وعادت في نهاية التسعينات الميلادية وبداية الألفية مع بدء العمليات الإرهابية ووصلت عزها مع مقاطع المنتحرين من الذين يفجرون أنفسهم في السعودية والعراق وغيرها، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأت الشيلات تظهر بمظهور عصري مختلف، ولكن بنفس النهج.. فقد أضيفت لها المؤثرات الصوتية للقصائد الجديدة وغالباً ما يتم إعادة غناء بعض الأغاني المشهورة بنفس اللحن، ولكن دون موسيقى مباشرة أو إيقاعات واضحة مع تصفيق ودفوف و«همهمات» إسلامية!! هذا المزج بين الأغنية الأصلية والشيلة خرج لنا بمسخ فني لا يرتق للذائقة الفنية وأصبحت مجرد تلوث سمعي لا أعرف كيف يطرب له البعض! المنشد اليوم أو صاحب الشيلات هو مشروع مطرب «مستتر» يخشى لوم المجتمع كون الفن من العار أو تحت بند الحرام.. أعرف من بدأ مطرباً وبسبب الخوف من نقد المجتمع توجهه للشيلات والذي يضعه في القائمة المفضلة؛ بل إن الشعراء تركوا الفنانين وتوجهوا لأصحاب الشيلات والهدف هو المطمع المادي في الدرجة الأولى والحضور في المناسبات بسبب غياب الحفلات الغنائية في السعودية كما كان في الثمانينات الميلادية وهذه الثغرة مُلئت بالشيلات، وشتان بينهما من ناحية الذائقة والأداء واللحن والكلمات.. كلما سمعت شيلة تذكرت «وتسبدي»!.