مع إطلالة الإجازة المدرسية، حققت جدة معدلات ارتياد كبيرة من المصطافين من داخل المحافظة وخارجها، ما مكنها من تحقيق إشغال فندقي تجاوز ال %90 في أكثر من 120 فندقاً وأكثر من 1200وحدة سكنية مفروشة. وشهدت المحافظة حركة سياحية غير عادية، تصدرت بها وفق الإحصاءات السياحية مدن المملكة إشغالاً للفنادق في الوقت الذي تقدر فيه نسبة النمو السنوية في مجال الاستثمار الفندقي بمنطقة مكةالمكرمة بنحو 18% سنوياً. وحققت المهرجانات التي تزامنت مع موسم الإجازة كمهرجان المنطقة التاريخية ومهرجان جدة للتسوق «هيا جدة» ارتياداً مميزاً من قبل العوائل والاستمتاع بفعالياتها وعروضها المتنوعة التي تعطي دلالة واضحة على جودة المنتج السياحي السعودي وتلبيته لتطلعات مختلف شرائح المجتمع ، فيما حبذ البعض الآخر متابعة العروض والخصومات التي تتنافس فيها 5000 آلاف مركز ومحل تجاري بجدة. وسجلت عدد من العوائل والأسر وجودها المتواصل على الكورنيش والاستمتاع بالواجهة البحرية الممتدة لأكثر من 150 كيلو متراً، التي تتوفر بها كافة الخدمات لأفراد الأسرة وفئات المجتمع وأماكن لممارسة الهوايات المختلفة من صيد ورياضة مشي، التي تم تخصيص أماكن لها في مشروع تطوير الواجهة البحرية الجديد. وساهمت الحدائق والمسطحات الخضراء ومناطق ألعاب الأطفال والجلسات والمظلات الممتدة على طول شاطئ المحافظة في زيادة أعداد المتنزهين، كما ساعدت الأكشاك الخاصة ببيع الوجبات الخفيفة والمحلات التجارية والمطاعم التي تناسب كافة الأذواق في جعل كورنيش جدة ينبض بالحركة التي لا تكاد تتوقف حتى ساعات الصباح الأولى. ولبعض أهالي جدة والمصطافين ذوق آخر في الاستمتاع بهذه الأجواء التي شهدتها المحافظة، حيث حرص أغلبهم على استغلال هذه الأجواء الجميلة التي لا تستمر طويلا خاصة من فئة الشباب في الخروج إلى البر، والذي ينتشر في شرق المحافظة وجنوبها متزودين بالعتاد اللازم لمثل هذه الرحلات. ويلاحظ الزائر للمحافظة انتشار المخيمات والجلسات في البر على جنبات الطرق المؤدية للمحافظة خاصة على طريق جدة – الجموم وطريق جدة – مكةالمكرمة وبعض المخيمات في منطقة الخمرة في مشهد يعكس حرص كثيرين على التجديد والبعد عن المدنية وتجربة حياة الآباء والأجداد. ويغلب على مرتادو المخيمات وجلسات البر طابع الترفيه عن النفس بالدرجة الأولى وإشغال أنفسهم بالترتيبات اليومية وتوزيع المهام فيما بينهم التي تعد من أساسيات الاستمتاع بالبر، التي تختلف حسب مساحة التخييم وعدد مرتاديه، ومما يميز هذه الطلعات « شبة النار» التي تعتبر السمه البارزة والرابط الوحيد بين جميع الجلسات والمخيمات في أي مكان وزمان يجتمع حولها المتنزهون أو تستخدم لإعداد الطعام وتجهيز القهوة والشاي في منظر يأسر العيون خاصة وقت الغروب والذي يشكل لوحة رائعة تزيد من متعة طلعات البر. ويرفه مرتادي البر عن أنفسهم بالسمر وممارسة بعض الأنشطة المرتبطة بمثل هذه الأماكن مثل السير والمشي وسط الرمال والتسابق بين المتنزهين فيما يعمد آخرون إلى مزاولة رياضة كرة القدم والطائرة نظرا لتوفر الإمكانات اللازمة لمثل هذه الرياضات وآخرون يعشقون ركوب الدبابات، وتجربتها في الرمال مستغلين المكان الفسيح في مناطق البر مما يجعل من رحلتهم ذكرى رائعة وجميلة. فيما جذبت المعالم التراثية والمباني القديمة الجزء الآخر من الزائرين ممن يتابعون التراث ويحنون للماضي العريق، حيث الحارات القديمة والمساجد التاريخية والمحلات والدكاكين التي كانت سائدة في ذلك الزمان والخاصة ببيع المقتنيات التراثية والمشغولات اليدوية والملبوسات التي تشتهر بها المنطقة إلى جانب عروض الفرق الشعبية التي زادت من متعة زيارة المهرجان. كما تزين مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بعديد من اللافتات واللوحات الترحيبية الخاصة بالمسافرين تزامناً مع إجازة الربيع والمتضمنة عرض الصور الجميلة للكورنيش مع العبارات المختلفة التي استوقفت القادمين. واستعد مطار جدة عبر موظفيه، وكثف الجهود لخدمة المسافرين وتسهيل إجراءاتهم في ظل ازدياد الحركة التشغيلية له نتيجة ارتفاع أعداد المسافرين القادمين والمغادرين والذين يتم استقبالهم بالهدايا والورد في الصالة الجنوبية والصالة الشمالية وصالة كبار الشخصيات، وذلك مشاركة من إدارة المطار للمسافرين أفراحهم في مختلف المناسبات.