أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه يوصينا دائماً بالعناية بالأحساء، مؤكداً أن «الأحساء تمتلك مقومات تاريخية وطبيعية كبيرة، وأن أهم مقوماتها أهلها، الذين يتمتعون بدماثة الأخلاق والاحتفاء بضيوفهم، ومساهمتهم في تأسيس وطنهم، وهذه أهم المقومات السياحية في أي وجهة سياحية». وأضاف: «الأحساء خسرت كثيراً من مواقعها التاريخية، ولكن والحمد لله بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فإن الأحساء الآن تستعيد قيمتها وشخصيتها وميزاتها التراثية الاستثنائية، ونعمل مع الإمارة والمحافظة والأمانة وأهل الأحساء على ذلك، مؤكداً أن الأحساء متجهة لأن تكون قصة نجاح استثنائية على مستوى الوطن بإذن الله. وأشار سموه في ختام الزيارة، التي قام بها أمس الأحد لعدد من المواقع السياحية والتاريخية في الأحساء إلى أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تعمل مع شركائها في الأحساء على إعداد ملف تسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو، معرباً عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد محافظ الأحساء، وأمين الأحساء المهندس عادل الملحم على دورهم في هذا الجانب، ودعم برامج الهيئة ومبادراتها في الأحساء. وأكد أن التسجيل ليس هو الهدف في حد نفسه، ولكن لكي يكون الملف مقبولاً لدى اليونسكو فلابد أن تتلاشى أية تشويهات للمواقع التاريخية والطبيعية، لافتاً إلى أن من أبرز أهداف زياراته الدائمة للمواقع التراثية والسياحية في مناطق المملكة هو تسجيل الملاحظات والاستماع إليها ومعالجتها مع المسؤولين. وأضاف: الأحساء واحة عظيمة وتاريخية، وأهل الأحساء لا يستحقون منا جميعاً إلا أن نخلص لهم بالعمل والنصيحة وننظر معهم وبهم للمستقبل والتطور، ونحن نعمل كفريق واحد في ذلك. وأشاد سموه بشركاء الهيئة في الأحساء، وقال إن أمانة الأحساء تعمل على تهيئة البنية التحتية في بعض المواقع السياحية وتطويرها، لافتاً إلى دور الأمانة في إعادة إعمار سوق القيصرية التاريخي بعد الحريق الذي أتى على دكاكينه عام 1421ه. وقال إن الأحساء وجهة معروفة على مستوى الخليج العربي، وهي كانت ولا تزال معروفة بأرضها الخصبة وثرواتها الطبيعية، مؤكداً أن «خلاص» الأحساء أجود أنواع التمور، وأن خبز التمر الأحسائي منتج عالمي لذيذ. وذكر سموه أن قرار تأسيس الهيئة الصادر من مجلس الوزراء الموقر نص على اعتماد السياحة قطاعاً إنتاجياً رئيساً في الدولة، خاصة فيما يتعلق بجذب المواطن السعودي للسياحة الداخلية، وزيادة فرص الاستثمار وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وتطويرها وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن السعودي. وزار سموه مشروع جبل القارة، حيث استمع وعدد من مسؤولي الهيئة إلى نبذة عن المشروع من الرئيس التنفيذي لشركة الأحساء للسياحة «أحسانا» عبداللطيف العفالق. كما أدى صلاة الظهر في مسجد جواثا ثاني مسجد صليت فيه جمعة في الإسلام، ودشّن قرية الأحساء التراثية، وزار عدداً من المواقع التاريخية مثل: سوق القيصرية، والمدرسة الأميرية «بيت الثقافة»، وقصر محيرس، وقصر إبراهيم، وبيت البيعة.