ندَّدت منظمة حقوقية بإلقاء السلطات الإيرانية القبض على شاعرة أيَّدت مرشحاً «إصلاحياً» للرئاسة في عام 2009، فيما حاول المرشد علي خامنئي، استمالة المعارضين للمشاركة في الانتخابات المقبلة. وربطت «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران»، في بيانٍ في وقتٍ متأخر أمس الأول، بين توقيف الشاعرة وخطة تضييق على الفنانين والنشطاء تستبق اقتراعين مقرَّرين الشهر المقبل لاختيار برلمان جديد ومجلس أعلى للخبراء سيختار على الأرجح خلفاً للمرشد الحالي. وأبلغت الحملة، التي تتخذ مقرَّاً في الولاياتالمتحدة، عن إلقاء السلطات في طهران القبض على هيلا صديقي في مطار الخميني فور عودتها من دولة الإمارات العربية المتحدة في ال 7 من يناير الجاري. ومنذ أكتوبر الماضي؛ ألقت السلطات الإيرانية القبض على العشرات من الصحفيين والنشطاء والفنانين بتهم منها «نشر شائعات» في حملة على حرية التعبير والمعارضين تستبق الانتخابات. ولم يعلِّق مسؤولون حكوميون على تقارير عن اعتقال صديقي. لكن «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» ربطت اعتقالها على الأرجح بحكم بالسجن مع إيقاف التنفيذ صدر بحقِّها في عام 2011 بسبب نشاطها قبل ذلك بعامين. وكانت الشاعرة مؤيِّدة للمرشح «الإصلاحي»، مير حسين موسوي، في انتخابات 2009 الرئاسية. وبعد إعادة انتخاب الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، آنذاك؛ خرج متظاهرون إلى الشوارع متهمين السلطات بتزوير الاقتراع، وألقت صديقي أشعاراً خلال الاحتجاجات. إلى ذلك؛ يحاول علي خامنئي إقناع المعارضين بالمشاركة في الانتخابات. ويُفترَض أن يتوجَّه الإيرانيون إلى مراكز الاقتراع في ال 26 من فبراير المقبل؛ للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية منتصف العام الماضي. واعتُبِرَ الاتفاق انتصاراً ل «المعتدلين» وللرئيس، حسن روحاني، على «المحافظين» بزعامة المرشد. ويأمل روحاني في سيطرة أنصاره على البرلمان المؤلَّف من 290 مقعداً، بحيث تنتهي سنواتٌ من سيطرة المحافظين عليه. ووجود برلمان مؤيِّد للرئيس قد يمنحه تفويضاً أكبر للدفع باتجاه إصلاحات داخلية وزيادة الحريات السياسية والاجتماعية، وهي مساعٍ يُقيِّدها القضاء وقوى الأمن حتى الآن. في الوقت نفسه؛ تكتسب انتخابات مجلس الخبراء، التي ستتزامن للمرة الأولى مع الانتخابات البرلمانية، نفس الاهتمام. والمجلس، الذي تمتدُّ ولايته إلى 8 سنوات، سيختار المرشد المقبل إذا غاب خامنئي البالغ من العمر 76 عاماً عن الساحة. ونقلت وكالة أنباء «الجمهورية الإسلامية» ووكالات أخرى عن خامنئي قوله أمس «يجب أن يشارك الجميع في الانتخابات، حتى من لا يتقبلون النظام الحاكم يجب أن يشاركوا». وسبق له الدعوة إلى مشاركة واسعة قبل انتخابات الرئاسة الماضية عام 2013 عندما تغلَّب روحاني على عدد من المحافظين عن طريق توحيد صف الناخبين «المعتدلين» وكسب أصوات «الإصلاحيين». وسجَّل 12 ألف شخص أسماءهم كمرشحين لخوض انتخابات البرلمان، لكن من المرجح أن يستبعد مجلس صيانة الدستور عدة آلاف منهم. والمجلس هيئة قضائية غير منتخبة تفحص أوراق المرشحين على أسس فنية وأيديولوجية. وفي قوائم المرشحين ل «الخبراء»؛ يظهرُ عدد من المحسوبين على «المعتدلين» مثل روحاني نفسه والرئيسين السابقين، أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وحفيد مؤسس النظام، حسن الخميني. ويبلغ حفيد الخميني من العمر 43 عاماً ويعتبر مقرَّباً من معسكر «الإصلاحيين»، وهو أول فرد في أسرة المرشد السابق يختبر شعبيته عبر اقتراع. ودعا محافظون إلى رفض ترشُّحه، لكن خامنئي أيَّده بحذر.