أطلق عليها الأمير خالد الفيصل عندما كان أميراً لمنطقة عسير ب»أم كلثوم عسير» هي زميلتنا الإعلامية أم كلثوم الحكمي، لم تعد معنا لقد غادرتنا يوم الجمعة الماضي إلى مثواها الأخير. غادرتنا تلك الإنسانة صاحبة القلب الطيب، عرفت بنقاء قلبها ونواياها، كافحت وتعبت في حياتها وحفرت في الصخر من أجل أن تعيش وتؤمن لقمة عيشها لها ولأبنائها، لها قصة كفاح تدمع العين منها. كانت أقرب إنسانة إلى قلبي، «هلا سمسمة» عبارة كانت ترددها يوميا معي، كان همها الأول هو أن يجد السعوديين بكلا الجنسين مكانا للتوظيف، وتسعى بكل الطرق لتوفيرها وتساعدهم على ذلك، تحب النباتات وتهتم بها بشكل كبير، تحترم جميع الأشخاص بمختلف أجناسهم ووظائفهم، ورغم تعبها في هذه الحياة كانت محاربة من كل مكان لأنها تتكلم بكلمة حق لا تخاف الله لومة لائم. عفويتها جعلت الجميع يحبها، ورغم ظروفها الصعبة إلا أنها كانت كريمة جدا، لديها عزة نفس كبيرة لا ترضى بمساعدة أحد لها، رغم أن الجميع يعلم أنها الوحيدة التي تعول أسرتها المكونة من أبنائها السبعة. لن أنساك يا أم كلثوم مهما طال الزمن، لم أذكر أنني حزنت على صديقة فقدتها كحزني الشديد على أم كلثوم، قصة حياتها من يسمعها يحولها إلى رواية، فهي لم تصل إلى وظيفتها كإعلامية إلا بشق الأنفس، كما أنها تعتبر المرأة السعودية الأولى التي ظهرت بالتلفزيون السعودي من منطقة عسير، وقد واجهت ضغوطات كثيرة ورغم ذلك كانت أكثر إنسانة عرفت الصبر وكانت تمثل بنفسها كنبات الصبار لأنه أكثر نبات صبور. وداعا أم كلثوم، وداعا يا أنقى قلب على وجه الأرض، وداعا صاحبة الابتسامة التي لا تفارقها مهما صادفتها الظروف، وداعا أم كلثوم.