في وقتٍ توالت الإدانات العربية والإسلامية للاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد؛ أعلن وزير الخارجية، عادل الجبير، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وإبلاغ سفيرها بأن على ممثليها الدبلوماسيين مغادرة البلاد خلال 48 ساعة. في غضون ذلك؛ وصلت أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية لدى إيران إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تمهيداً لعودتهم إلى المملكة بعد إجلائهم بمساعدة إماراتية. وأكد وزير الخارجية استدعاء السفير الإيراني لدى الرياض وإبلاغه بقرار المملكة قطع العلاقات الذي صدر بعد الاعتداءات على السفارة في طهران والقنصلية في مشهد. وعدَّد الجبير، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأحد، تصرفات عدوانية ممنهجة للنظام الإيراني تثبت دعمه الإرهاب مثل تهريب الأسلحة والمتفجرات بغرض تنفيذ أعمال إرهابية في عددٍ من دول الشرق الأوسط، وتوفير ملاذات آمنة لقيادات في تنظيم القاعدة ولمنفذي تفجيرات الخُبَر عام 1996. واعتبرَ الاعتداءات الأخيرة على الممثليات الدبلوماسية السعودية استمراراً لسجل طويل للنظام الإيراني من انتهاك حرمات السفارات، مذكِّراً بالاعتداء على سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا لدى طهران عامي 1979 و2011 على الترتيب. ولاحظ الوزير أن الاعتداء على سفارة وقنصلية المملكة جاء تحت غطاء من تصريحات إيرانية رسمية عدوانية شجعت المعتدين الذين قال إنهم توزَّعوا على مجموعاتٍ تتناوب فيما بينها، مُندِّداً بالانتهاك الصارخ لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية. ورداً على سؤالٍ صحفي خلال المؤتمر؛ أكد وزير الخارجية أن المملكة تتصدى لتدخلات إيران في المنطقة، مُبرِزاً تحقُّق إنجازات في هذا الإطار مثل هزيمة النظام الإيراني في اليمن. وأشار في السياق نفسه إلى فشل هذا النظام في سوريا ما استدعى التدخل الروسي وفي العراق التي تشهد مقاومة شعبية من قِبَل كافة الطوائف ضد هذه التدخلات. إلى ذلك؛ شدَّد الجبير على رفض المملكة أي تدخلات من أي جهة في قضائها المستقل «مثلما أنها تحترم القضاء في الدول الأخرى». وأفاد بأن الرياض أبلغت واشنطن بأن القضاء السعودي مستقل ولا نقبل أي تعليق على استقلاله»، مبيِّناً أن «ما حدث هو إدانة أشخاص إرهابيين قاموا بعمليات إرهابية وتمت محاكمتهم في شفافية وإدانتهم بشكل عادل في قضايا مرت بجميع المراحل القانونية»، رافضاً أي ربط بين الأحكام التي نُفِّذت أمس الأول بحق 47 إرهابياً وأي مذاهب أو مناطق أو عرقيات «لأن الإرهابيين أدينوا بالإرهاب».