أنهى 500 نزيل في السجون من المنتسبين في برنامج التعليم المطور بجامعة الملك فيصل في الأحساء اختباراتهم الجامعية للفصل الدراسي الأول. وأشاد مسؤول الشؤون التعليمية في سجن محافظة الأحساء فايز المطيري بدور جامعة الملك فيصل المجتمعي في رعاية المنتسبين إليها، مؤكداً أهمية إسهام القائمين على البرنامج في مساعدة النزلاء لإكمال دراستهم الجامعية مع إعفائهم من الرسوم. وتسعى إدارة السجن إلى توفير الأجواء المناسبة لمساعدة النزلاء على إتمام دراستهم بشتى مراحلها الدراسية. من جانبه كشف عميد عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالله بن عبدالوهاب الفريدان أن أكثر من 500 سجين على مستوى سجون المملكة يؤدون اختباراتهم الجامعية للفصل الدراسي الحالي. وأوضح الدكتور الفريدان أن الجامعة توفر حالياً أكثر من 6000 مقعد دراسي دون رسوم، أو مخفضة الرسوم يستفيد منها شريحة واسعة من أبناء المجتمع. بدورها قالت أمل بنت عبدالعزيز المسلم – مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة رعاية الفتيات بمحافظة الأحساء: إن التعليم عن بعد أتاح للنزيلات فرصة التسجيل في الجامعة، وهي فرصة لم تكن متاحة لهن وهن خارج المؤسسة، كما أن للبرنامج أثرًا واضحًا على النزيلات؛ حيث أشغلن وقت فراغهن بالمذاكرة والتنافس في الحصول على أعلى الدرجات، والتعاون مع بعضهن بالطباعة وتجهيز المَلازم استعدادًا للمذاكرة وتبادل المقررات. وأضافت: سهّل المسؤولون في الجامعة عملية التواصل، من حيث تسجيل المقررات وحذفها وتزويد النزيلات بالمحاضرات والأقراص المدمجة التي تحتوي على المحاضرات المسموعة والمقروءة، مؤكدة أنه لا توجد أي عقبات تذكر منذ بداية البرنامج. مبينة أن نزيلة واحدة فقط تم تسجيلها بعد خروجها بفترة بسيطة، ونجحت وتخرجت وحققت طموحها في إكمال دراستها. من جانبها أوضحت فايزة بنت أحمد السدراني – الاختصاصية الاجتماعية ونائب المديرة: إن برنامج التعليم عن بعد في جامعة الملك فيصل له أثر إيجابي كبير؛ حيث يعد من القواعد الأساسية لإعادة بناء وتقويم الفتاة في حاضرها خلال فترة إقامتها في المؤسسة وصمام الأمان لمستقبلها، وظهر ذلك جلياً من خلال أثره على استقرارهن النفسي وتضحيتهن وتوجيههن الفكري وعلاقاتهن الطيبة بمن حولهن واتزانهن السلوكي؛ حيث وفر المسؤولون في الجامعة عديداً من الخدمات عززت عملية تسهيل القبول والتسجيل وتزويد المنتسبات لدينا بالمناهج الدراسية بكل يسر وسهولة، فلا نعاني من أي صعوبات منذ أن بدأ التعامل مع الجامعة في هذا البرنامج. وتحدث عدد من النزلاء في سجن الأحساء، وعدد من الطالبات في مؤسسة رعاية الفتيات بالمحافظة، ويقول النزيل: (ف. ي): إن السجن تأهيل وإصلاح؛ حيث قمت باستغلال وقت فراغي بإكمال دراستي الجامعية، وحققت التفوق والتميز. ويضيف النزيل (ق. ك): إنه سمع عن البرنامج الدراسي من بعض النزلاء الملتحقين سابقاً، مبيناً أن إدارة السجن بالتعاون مع جامعة الملك فيصل أتاحت له فرصة الالتحاق بالبرنامج أسوة بالزملاء، وقد تفرغ للدراسة وأسهمت الأجواء في السجن على تحقيقه أعلى الدرجات بالمقررات الدراسية. ويبين النزيل (م. س): أنا حاصل على دبلوم صناعي من المعهد الصناعي بتقدير ممتاز، ولم أعتقد في يوم من الأيام أنني سأدخل إلى الجامعة، وبفضل الله أنا الآن طالب جامعي، وسأخرج يوماً من الأيام متسلحا بالعلم ومعي شهادتي الجامعية. وفي دار رعاية الفتيات بمحافظة الأحساء تقول الطالبة (ك. ل): إن تجربتي في الالتحاق ببرنامج التعليم عن بعد في جامعة الملك فيصل عبارة عن تجربة ممتعة محفوفة بمشقة التعليم، كما أنني مقتنعة بدراستي في الانتساب بنسبة 95%، فلقد تولّدت لدي تطلعات أخرى بالحياة من حيث اكتساب ثقافة جديدة والحصول على كمية أكبر من المعلومات الإثرائية، وأتمنى من الجامعة التوسع في التخصصات مثل إضافة تخصص اللغات، كما أن من دوافعي وراء اختيار نظام الانتساب هو عدم قدرتي على الالتحاق المباشر بالجامعة كمنتظمة، وآمل الحصول على الشهادة الجامعية لأنني أتطلع للحصول على وظيفة ممتازة، وأطمح في إدارة مشروع صغير نافع ومربح، مبينة أن الدراسة عن بعد في جامعة الملك فيصل أضافت لي معلومات جديدة وثقافة سلوكية قيمة. وأضافت: من الصعوبات التي واجهتها في دراستي عن بعد عدم القدرة على التفاعل والحوار مع عضو هيئة التدريس في موضوع الشرح؛ لذلك أقترح تخصيص أوقات للشرح المباشر، وأيضاً تحديث بعض المقررات. وتؤكد الطالبة (م. ع): أعجبني تخصص علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية؛ لذلك آمل أن يكون هناك نطاق أوسع في تنوع التخصصات في برنامج الانتساب، وخاصة العلوم الطبيعية والتقنية، وذلك لمن لم يحالفهن الحظ في الالتحاق بالجامعة في نظام الانتظام، خاصة أن شروط الالتحاق بالانتساب في جامعة الملك فيصل ميسرة ولا تتطلب كثيرا، كما أن برنامج التعليم عن بعد في جامعة الملك فيصل يعد تجربة ممتازة؛ حيث لها أثر إيجابي في نفسي. وتقول الطالبة (ر. م): إن تجربة الالتحاق في برنامج الانتساب بجامعة الملك فيصل جيدة وتتطلب الجد والمثابرة، كما أنني مقتنعة بتخصصي الحالي وهو (اللغة الإنجليزية)، ومن دوافعي وراء الالتحاق في البرنامج هو عدم قدرتي على الدراسة في الانتظام، رغم أنني كنت طالبة منتظمة في تخصص علوم الحاسب قبل دخولي للمؤسسة، ولكن اضطررت إلى التحويل إلى قسم اللغة الإنجليزية، وذلك لعدم توفر المقررات العملية للملتحقات في برنامج الانتساب في مجالي الرئيس، ولذلك فإنني أتمنى توفير ذلك المجال مستقبلاً. وأوضح مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن جمال بن جنيد الساعاتي أن تنفيذ عدد من الاتفاقيات النوعية في هذا المجال، يأتي انطلاقاً من رؤية ورسالة الجامعة نحو الشراكة المجتمعية، وأهمية الاهتمام بكافة الشرائح المحتاجة في المجتمع، وتوفير فرص التعليم والتطوير لكافة الراغبين منهم في الحصول على الشهادات العلمية الجامعية، ولاسيما تلك الفئة من أبناء المجتمع الذين تحول بعض الظروف الخاصة دون تمكنهم من استكمال تعليمهم النظامي.