لم يرتقِ ديربي النصر والهلال لمستوى التطلعات والزخم الإعلامي والترقب الجماهيري قبل المباراة، وكذلك الحضور الجماهيري لم يكن مُرضياً، وبتسليط الضوء على المباراة نلاحظ أن العشوائية الفنية كانت عنواناً لأداء النصر، والانضباطية شعاراً للهلال، فالنصر لعب بلا هوية ميدانية، وهذا يعكس سلبية عمل الإيطالي كانافارو الذي فشل في معالجة مكامن الخلل الفني ولم تظهر لمساته التدريبية، وظل الفريق ينهار تدريجياً، وربما نقص خبرته التدريبية له دور في ذلك، لاسيما أنه مبتدئ في عالم التدريب، والكاريزما الشخصية لا تجلب نقاطاً ولن تعيد النصر لمستواه الحقيقي، فالفريق واصل النزف النقطي، الأخطاء التدريبية واضحة للعيان، والتخبطات الفنية نحرت الفريق من عهد المدرب السابق داسيلفا، واستمر النحر التدريبي، فالوسط النصراوي غير مُفعل، والهجوم معزول تماماً عن بقية الخطوط، والأظهرة بلا فاعلية، بالإضافة لسوء أداء الأظهرة وفشلها في التغطيات الدفاعية والمساندة الهجومية، وبالمقابل نجحت أظهرة الهلال المميزة في الانطلاقات الهجومية والتغطيات الدفاعية، ويُحسب للمدرب الهلالي دونيس استغلال الثغرات الدفاعية في الفريق النصراوي والاستفادة من خبرة لاعب الوسط محمد الشلهوب بضرب دفاعات النصر بتمريرة قاتلة، وبراعة المحترف البرازيلي إدواردو بالمهارة والدقة في التنفيذ، وكان الفوز الهلالي انعكاساً لإعداد ناجح ومحترفين أجانب مميزين واستقرار تدريبي، وقطف أولى ثمار هذا العمل بحصد النقاط والمنافسة على صدارة الدوري. النصر دفع ثمن سلبية الإعداد والفشل في اختيار الأجانب والتخبطات التدريبية التي شكلت عوائق ميدانية وانعكست سلباً على أداء الفريق، مما أدى إلى تراجعه في سلم الترتيب، وبما أن المنافسة على الدوري انحصرت بين الهلال والأهلي فستكون مبارياتهما في الدور الثاني محل اهتمام الشارع الرياضي، ومن مصلحة الدوري أن تستمر منافستهما، والمساواة النقطية تعتبر إيجابية للدوري، فابتعاد أحدهما بالنقاط يُضعف الدوري ويقلل من حجم المتابعة الجماهيرية والتغطيات الإعلامية.