شدد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس على أهمية العناية بفئة الشباب بجميع النواحي، لا سيما ما يحصِّن أفكارهم وما يوجِّه قيمهم وسلوكهم إلى المنهج السليم عن طريق تعزيز الأمن الفكري وتحقيق منهج الوسطية والاعتدال، انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وأيضاً من رعاية القيادة الرشيدة لهذه الفئة الغالية في هذا العصر، الذي كَثُرت به التحديات والمؤامرات على أبنائنا ومجتمعنا، لا سيما فيما يتعلق بأفكارهم من أعمال الإرهاب والتكفير والغلو، وأيضاً في المقابل ضياع هويتهم وعدم التمسك بثوابتهم وعقيدتهم ورسالتهم الصحيحة ليعزز الجميع منهج الوسط والاعتدال، الذي أمر به الإسلام. وقال لدى استقباله أمس في مكتبه، الوفود الشبابية للدول العربية، المشاركة في برنامج رحلة المشاعر المقدسة، ضمن فعاليات رحلة الأماكن المقدسة لشباب الدول العربية التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب حينما تخطئ هذه المفاهيم عند بعض أبنائنا تجدهم ينقسمون إلى فريقين، أحدهم يقع في الغلو والتطرف لضيق نظرته ويحمل السلاح على الأمة ويخرج على جماعاتها وقياداتها ويهوي بالأمة إلى ويلات لا يعرف عواقبها إلا الله وبين مَنْ ضيعوا هويتهم عرفوا أن عقولهم ليست إلا عند أقدامهم وضيعوا رسالة الإيمان والفكر السليم والمنهج القويم والشمول والكمال، الذي جاء به هذا الدين إلى أنواع من التعصب، ولهذا فإن تعزيز هذا المنهج التكاملي في نظرة المسلم لا سيما الشاب اليافع المتطلع لاستشراف المستقبل المشرق يجب أن يوازن بين هذه المتطلبات كلها، وهي رسالة عظيمة ومهمة كبيرة عُني بها هذا الدين القويم، وعُنيت بها هذه الدولة المباركة، كما عُنيت بها الدول الإسلامية الأخرى. وذكر أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تأتي لتؤصل هذه المفاهيم عند أبنائنا وشبابنا، ولا شك أن مثل هذه اللقاءات تصب في المصلحة العامة لدولنا وبلداننا وأوطاننا ولشبابنا، لا سيما في مثل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا الإسلامية، وتتطلب منا جميعاً أن نكون جماعة واحدة وقيادة واحدة. وشدَّد السديس على أن الثقة بشبابنا كبيرة جداً، فهم بما منحهم الله من عقيدة راسخة وإيمان قوي، ومن تعزيزهم لمنهج الوسطية والاعتدال والنصر على كل مَنْ أراد بهم سوءاً ومكروهاً لتسير دولنا العربية والإسلامية بقيادة هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد وإخوانهم أيضاً قادة التحالف الإسلامي، الذين سرَّ كل مسلم وغيور اجتماعهم على الحق والخير وردع الظالم ونصرة المظلوم وإلى إعادة الحقوق لأصحابها. وكان اليوم الثالث من فعاليات البرنامج، قد شهد عدداً من الزيارة شملت جبل النور واطلعوا على غار حراء، وبعض الآثار الإسلامية بجوار الحرم المكي الشريف وقطار المشاعر المقدسة، ثم استكملت الجولة بزيارة جبل الرحمة ومشروع الملك عبدالله -رحمه الله- لتعبئة مياه زمزم، حيث شاهدت الوفود عرضاً لفيلم وثائقي عن المشروع وفكرته وبداياته، بعدها توجهت الوفود إلى المصنع والاطلاع على عملية تعبئة مياه زمزم.