دعا رئيس الوزراء اليمني خالد بحاج، الحوثيين، أمس، إلى إلقاء أسلحتهم، مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال بحاح في العاصمة القطريةالدوحة "نريد استعادة الدولة"، ودعا الحوثيين إلى "إلقاء أسلحتهم"، والخروج من المؤسسات الحكومية. وجاءت تصريحات بحاح، في كلمة ألقاها في جامعة قطر، تزامنت مع بدء سريان وقف إطلاق النار، وانطلاق محادثات السلام بوساطة الأممالمتحدة في سويسرا. ووصف نائب بحاح، المفاوضات التي بدأت بين وفد الحكومة اليمنية والحوثيين في سويسرا، أمس، بأنها صعبة، وأنها ستشكِّل مستقبل اليمن. ودعا بحاح إلى اتفاق يمني يمني، لحل الأزمة في اليمن، يتجنب أخطاء الماضي، ولا يزرع بذور خلافات جديدة. وقال إن المفاوضات تهدف إلى استعادة الدولة من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن اليمنية، وتسليم السلاح الثقيل، والإفراج عن الأسرى، وهو ما سيمهد إلى العودة إلى الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية، استناداً إلى المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني. وحمَّل نائب الرئيس اليمني، ورئيس الوزراء، الذي استهل حديثه أمام طلبة جامعة قطر بعرض فيلم فيديو، يصور عودته إلى مدينة عدن بعد تحريرها، ومشهد الدمار الكبير فيها بسبب الحرب، دول مجلس التعاون الخليجي المسؤولية الأخلاقية عن إعادة إعمار اليمن، الذي وصفه بأنه أفقر دولة من دول العالم، تقع في محيط أغنى دول العالم. لافتاً إلى أن الحرب الأخيرة في اليمن تسببت في هبوط معدل دخل الفرد في اليمن من 1118 دولاراً إلى 325 دولاراً حالياً. وقال بحاح، إن ما بعد الحرب هو الأهم، فالحروب تنتهي، لكن الأهم كيف تنتهي؟ مقدماً الصومال مثالاً، حيث لم يستطع الخروج من أزمته وحروبه، وتحول إلى دولة فاشلة. ولفت إلى أنه يجري الآن تأهيل نحو 3 آلاف رجل من رجال المقاومة الشعبية اليمنية لإلحاقهم بالجيش والمؤسسات الأمنية اليمنية. وبدأت محادثات السلام بين الأطراف اليمنية تحت إشراف الأممالمتحدة صباح أمس، في سويسرا، كما أعلن الناطق باسم المنظمة الدولية أحمد فوزي. وقال "أؤكد أن المحادثات حول اليمن بدأت في سويسرا، وهي مشاورات تجري برئاسة الأممالمتحدة، بهدف إرساء وقف إطلاق نار دائم". وأعلن وسيط الأممالمتحدة بشأن الملف اليمني إسماعيل ولد شيخ أحمد، عن "بدء العمل بوقف إطلاق النار في اليمن"، الذي وصفه بأنه سيكون "المرحلة الأولى الحساسة"، تمهيداً لإقرار "سلام دائم" في هذا البلد، حسب ما جاء في بيان صادر عن الأممالمتحدة. ودعا الوسيط الموريتاني "كل الوفود إلى التقيد الكامل بوقف إطلاق النار الذي يجب أن يكرِّس إنهاء أعمال العنف في اليمن". مضيفاً أن"إقرار السلام ضرورة أساسية لإعادة إعمار اليمن، والتعامل مع تداعيات الحرب، والعودة إلى الحياة الطبيعية في كامل المحافظات، وإعادة تشغيل العجلة الاقتصادية". وقال ولد شيخ أحمد، أيضاً إن خبراء من الأممالمتحدة، يعملون مع الوفود للتوصل إلى اتفاقات، تسهِّل وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد. ولم تكشف الأممالمتحدة عن مكان انعقاد هذه المحادثات إلا أن الإذاعة السويسرية، أعلنت أنها تجري في فندق في بلدة ماكولان شمال بيان في كانتون برن. وتجري المفاوضات بحضور 3 وفود عن الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.