الإعلام.. سكين ذو حدين على كل الأصعدة، بما فيها الحرب، فقد يكون ذراعاً أساسية يشد من عزيمة الجنود على أرض المعركة، ويمكن أن يكون نصلاً يُغرس في خاصرتهم ليوهن العزائم ويبدِّد الشمل. اليوم ومع مرور أكثر من ثمانية أشهر على عاصفة الحزم، نعيش حالة من الترقب لأن الحرب نتائجها غير واضحة المعالم، ليس لأن ملامحها مندثرة، ولكن لأن الإعلام عندنا يمارس غفوات متقطعة، فتصيبه الحماسة تارة، ويكتب داعماً، ويغفو تارة أخرى حتى إشعارٍ آخر، وهذا دليل على غياب الوعي بقيمة العمل الإعلامي المؤسسي الممنهج، الذي يعتبر رافداً جباراً في صناعة الرأي العام. ومَنْ يعرف خارطة الشارع السعودي الإعلامية، يعرف تماماً أن جُلَّ محطاتها الرئيسة تقع في الشبكات الاجتماعية، وأكبر محطاتها هي «تويتر»، و»يوتيوب» و»سناب شات»، أما في «تويتر» فالفوضى عامة، فلا يكفي أن تكتب في «البايو» ما يشير إلى دعمك عاصفة الحزم، أو أن تضع علماً وأنت تبدِّد حرفك في المشاركة بوسم «هاشتاق» عن إيقاف نور، وكسر كتف أحد مشاهير قناة بداية!، وفي «يوتيوب» مشاركات خجولة، وجهود ذاتية للمتحمِّسين، أما في «سناب شات» فحالنا سيكون أفضل إذا استثمرنا كثيراً هذا التطبيق عبر حسابات مفيدة لا يتسع المجال لذكرها، ولعاصفة الحزم بالذات كان موعدنا الجمعة الماضية لنصافح الدعم المباشر، فمَنْ يملك حساباً في تطبيق «السناب شات»، ويتابع الشيخ ماجد الصباح، أو المهندس أحمد الجبرين، فمن المؤكد أنه اطلع على تغطيتهما الداعمة لعاصفة الحزم من خلال زيارتهما بعض القواعد العسكرية، التي تدار منها العمليات، وطار معهما إلى الحد الجنوبي حيث شهدا عمليات حية، وأكثر ما يميز التغطية «السنابية» هو إظهار خارطة المواقع المحظور مساسها من قِبل قوات التحالف، مثل: المستشفيات، والمدارس، ومراكز الإغاثة، ودور العبادة وغيرها، التي كانت الثغر الأوسع للعدو الحوثي، ينفث من خلاله سمومه. هذه التغطية السنابية التي حصلنا عليها، هي «ضربة معلم»، نَشْتَمُّ فيها روح الشباب، الذي يعرف قيمة الوصول إلى الجمهور المستهدف، بعيداً عن رتابة الإعلام التقليدي وجموده. جمان: لا تهم قيمة السلاح الذي تملكه إذا لم تكن تجيد التصويب به بفاعلية.. ودمتم بسلام.